وإذا كنت قد تساءلت يوما عن حجم هذه الأجرام السماوية، فقد تعطيك الرسوم المتحركة الجديدة من وكالة ناسا الإجابة التي تبحث عنها.
والثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تكون فيها قوة الجاذبية قوية جدا بحيث لا يهرب منها شيء، ولا حتى الضوء. وقوة الجاذبية قوية للغاية لأن المادة قد تم ضغطها في مساحة صغيرة. ويمكن أن تتشكل هذه الأجسام الفلكية بسبب احتضار النجوم. ويُطلق على أكبر الثقوب السوداء الموجودة في الكون اسم "الثقوب السوداء الفائقة الضخامة" (أو الهائلة).
وتم تأكيد وجود أكثر من 100 ثقب أسود هائل. وفي عام 2019، التقط علماء الفلك أول صورة للثقوب السوداء العملاقة في مركز M87 ودرب التبانة. وكشفوا عن حلقة ساطعة من الغاز الساخن الذي يدور في مدار حول منطقة دائرية من الظلام.
وقال جيريمي شنيتمان، الباحث النظري في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، إن القياسات المباشرة، التي تم إجراء العديد منها بمساعدة تلسكوب هابل الفضائي، "تؤكد وجود أكثر من 100 ثقب أسود هائل".
وأضاف شنيتمان: "كيف تصبح الثقوب السوداء فائقة الكتلة كبيرة جدا؟ عندما تصطدم المجرات، قد تندمج ثقوبها السوداء المركزية معا في النهاية".
وتُظهر الرسوم المتحركة الجديدة التي نشرتها وكالة ناسا 10 ثقوب سوداء هائلة الحجم، كامنة في مركز المجرات المضيفة، مقاسة بأحجام ظلالها. ويحتوي المقطع أيضا على ثقب أسود في مجرة درب التبانة.
وبدءا من الشمس، يتم تصغير الصور في مقطع الفيديو بثبات لمقارنة أحجام الثقوب السوداء بأجسام مختلفة في النظام الشمسي.
ويسمى الثقب الأسود الموجود في درب التبانة "منطقة الرامي أ*" (Sagittarius A *)، ويزن 4.3 مليون شمس استنادا إلى التتبع طويل المدى للنجوم في مدار حوله. وييمتد قطر ظله نحو نصف قطر مدار عطارد في نظامنا الشمسي.
وفي الفيديو، إلى جانب "منطقة الرامي أ*"، ظهرت مجرة قزمة أُطلق عليها اسم J1601 + 3113، والتي تستضيف ثقبا أسود تبلغ كتلته 100000 شمس.
ويُظهر المقطع ثقبين أسودين وحشيين في المجرة المعروفة باسم NGC 7727، الواقعة على بعد نحو 1600 سنة ضوئية. ويزن أحد الثقبين الأسودين نحو 6 ملايين كتلة شمسية، ويزن الآخر أكثر من 150 مليون شمس.
ويتوقع علماء الفلك أن يندمج الثقبان الأسودان في غضون 250 مليون سنة قادمة.
وينتهي مقطع الفيديو بـ TON 618، وهو من بين الثقوب السوداء الأبعد والأضخم، والذي يمتلك علماء الفلك قياسات مباشرة له.
وقالت ناسا: "هذا العملاق يحتوي على أكثر من 60 مليار كتلة شمسية، ويفتخر بظلاله الكبيرة لدرجة أن شعاعا من الضوء قد يستغرق أسابيع لاجتيازه".
المصدر: ميترو