ولطالما كان كوكب الزهرة محل اهتمام من قبل العلماء كونه يتشابه مع الأرض من حيث الحجم والكتلة، إلا أنه مختلف بشكل ملحوظ عن كوكبنا من حيث عدم احتوائه على الصفائح التكتونية التي ينشأ منها النشاط البركاني على الأرض.
ولم يتمكن العلماء سابقا من معرفة ما إذا كان هناك نشاط جيولوجي تحت سطح الزهرة، على وجه اليقين. ويعتقد العلماء الآن أنهم ربما وجدوا دليلا قويا على أنه ما يزال لدى الزهرة نشاط بركاني، بعد العثور على ما يبدو أنه بقايا انفجارات وتدفقات لحمم بركانية.
واكتشف العلماء فتحة بركانية مساحتها ميل مربع يبدو أنها تغيرت في الشكل ونمت على مدى ثمانية أشهر، في عام 1991.
وما كان تشكيلا دائريا لميل مربع أصبح، بعد ثمانية أشهر، شكلا غير منتظم بنسبة 50% أكبر.
ويعتقد العلماء أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن الحمم البركانية خرجت من فتحة بركانية، وهي جزء من نظام "بركان ماعت"، أحد أكبر جبال الزهرة.
ويرجح الفريق أن تكون هذه التدفقات قد شكلت بحيرة في الأشهر الثمانية التي مضت بين الصورتين، على الرغم من أن من غير الواضح ما إذا كانت سائلة أو تم تبريدها وتحولت إلى الحالة الصلبة.
وقال روبرت هيريك، أستاذ الأبحاث في معهد فيربانكس للجيوفيزياء بجامعة ألاسكا: "يمكننا الآن أن نقول إن كوكب الزهرة نشط بركانيا في الوقت الحالي، بمعنى أن هناك على الأقل بعض الانفجارات البركانية كل عام. ويمكننا أن نتوقع أن تراقب بعثات الزهرة القادمة التدفقات البركانية الجديدة التي حدثت منذ انتهاء مهمة ماجلان (Magellan) قبل ثلاثة عقود، وينبغي أن نرى بعض النشاط يحدث أثناء قيام البعثتين المداريتين المرتقبتين بجمع الصور".
وقد تم العثور على الاكتشافات الجديدة في صور الرادار التي التقطتها المركبة الفضائية ماجلان للكوكب بين عامي 1990 و1992.
وعلى الرغم من أن الصور قديمة، فقد استغرق الأمر حتى الآن للبحث فيها والعثور بنجاح على تغييرات في الميزات التي تشير إلى نشاط ما تحت السطح.
نُشرت الورقة البحثية في مجلة Science.
المصدر: إندبندنت