مباشر

"توأم الأرض الشرير" ربما كانت له محيطات بعد فترة طويلة من بدء الحياة على كوكبنا

تابعوا RT على
يعرف الزهرة بأنه شبيه الأرض من حيث الحجم والتركيب، لكنه في الواقع عالم سام وحارق، ما يجعله كوكبا غير مضياف للحياة كما نعرفها.

ويتميز كوكب الزهرة اليوم بغلاف جوي جاف يفتقر إلى الأكسجين. لكن دراسة حديثة افترضت أن الكوكب، في وقت مبكر من عمره، ربما كان يحتوي على مياه سائلة وسحب عاكسة يمكن أن تحافظ على ظروف صالحة للسكن.

وقد قام علماء في جامعة شيكاغو، من قسم العلوم الجيوفيزيائية، بنمذجة تاريخ الغلاف الجوي لكوكب الزهرة لتحديد معدل وآليات فقدان الأكسجين، والذي كشف أنه إذا كان الكوكب يحتوي على مياه سائلة (وهو ما يشك فيه بعض العلماء)، كان قبل أكثر من 3 مليارات سنة.

والماء موجود في كل مكان في نظامنا الشمسي، وعادة ما يكون على شكل جليد أو غاز جوي، وإن كان في بعض الأحيان في صورة سائلة.

ويطلق على كوكب الزهرة اسم "التوأم الشرير للأرض"، بسبب امتلاكه طقسا متطرفا للغاية،

وهو كوكب حار وجاف وصخري، وأصغر قليلا من كوكبنا، مع كميات ضئيلة فقط من بخار الماء في غلافه الجوي السميك المتكون من 96% من ثاني أكسيد الكربون، و3% من النيتروجين، مع كميات ضئيلة من الغازات الأخرى، مثل ثاني أكسيد الكبريت.

وقد حاولت الدراسات السابقة صياغة ماضي الغلاف الجوي للزهرة. وتظهر صور مناخية مختلفة اختلافا جذريا اعتمادا على كيفية بناء النماذج السابقة.

وفي بعض النماذج ربما كان كوكب الزهرة دائما عبارة عن فوضى ساخنة وغير صالح للسكن، حيث يفقد الأكسجين الخاص به للامتصاص أثناء تبلور محيط الصهارة ولا يشكل أبدا الماء السائل على سطحه.

وغلافه الجوي سميك للغاية، مع ضغط يزيد أكثر من 92 مرة عن ضغط الغلاف الجوي للأرض، وتجتاحه الرياح القوية والأمطار المؤلفة من حمض الكبريتيك.

ولأن غلافه الجوي سميك جدا، لا يمكن للحرارة الهروب، ما يجعل الكوكب متميزا بأعلى درجة حرارة لسطح أي كوكب في النظام الشمسي بمتوسط 464 درجة مئوية (867 درجة فهرنهايت)، وهذا يجعل كوكب الزهرة أكثر سخونة من عطارد (أقرب كواكب النظام الشمسي من نجمنا) على الرغم من كونه بعيدا عن الشمس بمقدار الضعف.

وتشير نماذج أخرى إلى أنه في النظام الشمسي المبكر، عندما كان الإشعاع الشمسي أقل بنسبة 30%، ربما كانت درجة حرارة سطح الزهرة معتدلة مع غلاف جوي أرق بكثير ووجود مسطحات مائية سائلة على سطحه، وربما محيطات، قبل 700 مليون سنة، قبل أن يتسبب تأثير الغازات الدفيئة الجامح في غليانها وتبخرها.

وقرر العلماء في جامعة شيكاغو معالجة المسألة بنموذج خاص بهم. فاتخذوا النهج الفريد للافتراض أولا أنه كان هناك محيط بمناخ صالح للسكن، وملء نموذج الكمبيوتر بالعديد من مستويات المحيطات المختلفة، وإحراز تقدم في تلك المحيطات من خلال ثلاث عمليات مختلفة من التبخر وإزالة الأكسجين.

وقاموا بتشغيل النموذج بثلاث نقاط بداية مختلفة تعتمد على الوقت، بإجمالي 94080 مرة، مع نظام تسجيل يسمح لهم بتحديد المسارات ذات النتائج الأقرب إلى الغلاف الجوي الفعلي الحالي لكوكب الزهرة.

ووفقا لنتائج الدراسة المنشورة في في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أو كما تعرف اختصارا بـ PNAS، من بين 94080 احتمالا، كان بضع مئات فقط ضمن نطاق الغلاف الجوي الفعلي للزهرة الذي نراه اليوم. ويجب أن تنتهي العصور الافتراضية الصالحة للسكن على كوكب الزهرة قبل 3 مليارات سنة بحد أقصى لعمق المحيط 300 متر عبر سطحه بالكامل (إجمالي الغلاف المائي).

وتشير النتائج إلى أنه إذا كان كوكب الزهرة يتمتع بظروف صالحة للسكن، ووجود ماء سائل على سطحه، فقد كان ذلك منذ وقت طويل، ولم يستمر إلا لفترة وجيزة قبل أن يتحول الكوكب إلى عالم جاف جاف كما هو عليه اليوم.

وتوضح النتائج أنه كان غير صالح للسكنى لأكثر من 70% من تاريخه، أي أطول بأربع مرات من بعض التقديرات السابقة.

ويشار إلى أن العلماء واثقون من أن الماء السائل على كوكب صخري ضروري لوجود الحياة، لأن لدينا مثالا واحدا للحياة على كوكب صخري رطب، ولا شيء آخر يمكن مقارنته به. ويُعتقد أن الحياة على الأرض بدأت منذ نحو 3.5 إلى 4 مليارات سنة، وفقا لسجل الحفريات، وتعود مرة أخرى إلى نحو 4.5 مليار سنة عند تقدير الساعة الجزيئية للتطور. وإذا كان كوكب الزهرة يحتوي على ماء سائل على سطحه منذ 3 مليارات سنة، لكان من الممكن أن يكون قد آوى الحياة أيضا.

المصدر: phys.org

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا