مباشر

"قفزة" إماراتية بـ"دفع رباعي"

تابعوا RT على
تواصل الإمارات العربية مشوارها في صناعة الأمل ليس على الأرض فحسب، بل وفي الفضاء حول المريخ حيث يواصل مسبارها بعد عامين من وصوله، مهمته ويستعد لرصد قمر الكوكب الأحمر "ديموس".

مع إكمال مسبار "الأمل" الإماراتي عامه الثاني هناك يوم 9 فبراير 2023، يتوجه إلى رصد "ديموس"، أصغر قمري المريخ، علاوة على القيام بسلسلة من عمليات التحليق القريبة من مدار هذا القمر  بنحو 150 كيلومترا.

مسبار الأمل الإماراتي، الأول من نوعه لممثل للمنطقة العربية، كان دخل يوم 9 فبراير 2021 مدار كوكب المريخ، وقد انطلق إلى الفضاء في يوليو 2020 في رحلة  إلى الكوكب الأحمر استمرت سبع أشهر تقريبا.

في ذلك التاريخ انطلقت ثلاث مركبات متنوعة إلى الفضاء نحو المريخ، واحدة للإمارات، والثانية للصين، وثالثة للولايات المتحدة، وتوجهت ثلاثتها في رحلة سبعة أشهر إلى الكوكب الأحمر، حيث تمكن مسبارا الإمارات والصين من الدخول إلى مدار المريخ يومي 9 و10 فبراير على التوالي، فيما نزلت المركبة الأمريكية الجوالة "بيرسيفيرانس" على سطح المريح في 19 فبراير 2021.

مسبار "تيانوين-1" كان وصل على هدفه بعد يوم من دخول مسابر "الأمل" الإماراتي إلى مدار المريخ، وانضم بذلك البلدان إلى الدول والاتحادات السابقة وهي، الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفيتي وأوروبا ممثلة في وكالة لفضاء الأوروبية.

المركبة المدارية الإماراتية بدأت بحوثها العلمية ورصدها لغلاف المريخ الجوي ومناخه بعد عدة أشهر من دخول المسبار في المدار.

وكانت مهمة مسبار الأمل تتمثل بوجه خاص  في النظر في كيفية خروج غازات الغلاف الجوي من المريخ إلى الفضاء على امتداد عام مريخي، وكيف يرتبط ذلك بالتغيرات المناخية في الغلاف الجوي السفلي.

وكالة الإمارات للفضاء أوضحت مؤخرا أن مسبار الأمل مقبل على الانتقال إلى مدار بيضاوي جديد حول الكوكب الأحمر بطريقة تمكنه بسهولة من القيام بعمليات رصد القمر "ديموس"، علاوة على مواصلته جمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ.

أحد مسؤولي وكالة الفضاء الإماراتية أوضح أنه في أعقاب "إنجاز مهمة مسبار الأمل الأساسية، وبعد التأكد من أن أجهزته العلمية لا تزال تعمل بكفاءة وجودة عاليتين، تم تمديد مهمته لعامين أرضيين"، وهي مدة تساوي تقريبا سنة مريخية واحدة أو 687 يوما.

ولُفت في هذا السياق إلى أن "أي صورة سيلتقطها المسبار لقمر (ديموس) ستكون جديدة للعالم، في ظل عدم توفر المعلومات والصور الخاصة به، حيث سيقوم فريق المشروع بتغييرات بسيطة في مدار المسبار، ما يؤهله لالتقاط هذه البيانات، التي ستشكل إضافة نوعية للمجتمع العلمي".

مركبة مدارية في الفضاء بحجم سيارة دفع رباعي:

يبلغ وزن مسبار "الأمل" الإماراتي  حوالي 1.50 طنا، وحجمه يماثل سيارة الدفع الرباعي "3 × 8 أمتار" مع فرد الألواح الشمسية. والمسبار يدور حول المريخ كل 55 ساعة.

من بين الأهداف العلمية لرحلة "الأمل" الفضائية الإماراتية القيام بدراسات حول الغلاف الجوي العالمي للمريخ وطبقاته العلوية والسفلية من المدار. كما يعكف المسبار الإماراتي على جمع بيانات عن الغلاف الجوي السفلي من أجل قياس التغيرات المناخية ورصد اختلاف الطقس باختلاف المناطق ودراسة كيفية تأثير الطقس العالمي في المستويات الدنيا على الغلاف الجوي العلوي.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة نجاح الرحلات العلمية إلى الكوكب الأحمر تقدر بـ 50%، ما يعطي أهمية للإنجاز الإماراتي غير المسبوق عربيا، والنادر جدا حتى على المستوى العالمي.

ربما معرفة طبيعة المسافة بين الأرض والمريخ، تعكس إلى طموح الإمارات الكبير على الرغم من صغرها، وإلى أي مدى يمكنها أن تصل في مختلف الاتجاهات والمجالات.

قفزة الإمارات الفضائية الأولى، كانت هائلة باتجاه المريخ، الذي يبعد في الحد الأدنى عن الأرض بـ 55.76 مليون كيلومتر، وذلك حين تكون الأرض تماما  بين الشمس والمريخ، وهو يبعد في الحد الأقصى حوالي 401 مليون كيلومتر، حين يكون موضع الشمس تماما بين الأرض والمريخ.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا