مباشر

سديم الفراشة يحدد موعد "موت" شمسنا

تابعوا RT على
لا تدوم النجوم إلى الأبد حيث أنه في وقت ما ينفد الوقود الذي تستخدمه، ونتيجة لذلك، تموت. وفي الواقع، سيشهد نجمنا المضيف سيناريو مشابها.

وعلى الرغم من أن الشمس ما تزال صغيرة جدا من حيث عمرها، إلا أن من المهم معرفة كيفية موتها، وهذا ما يمكن للعلماء استنتاجه من الملاحظات التي يسجلها في أحداث مشابهة لمصير نجمنا في جميع أنحاء الكون، ومن ذلك، على سبيل المثال، سديم الفراشة.

يقع سديم الفراشة، المعروف رسميا باسم سديم NGC 6302، في أعماق كوكبة العقرب، حيث يتنشر غلاف ضخم من الغاز المتوهج على شكل جناحي فراشة كونية، على بعد نحو 4 آلاف سنة ضوئية من الأرض. وهو، بحسب علماء الفلك، مثال رائع لما سيحدث عندما ينفد وقود نجوم مثل الشمس فتموت.

الآن أصبح النجم المختبئ عند النقطة التي يلتقي فيها الجناحان، والذي كان يوما ما عظيم الكبر، قزما أبيض صغيرا منهارا. و"الأجنحة" نفسها هي بقايا طبقات الغاز الخارجية لهذا النجم، والتي تم طردها بعنف إلى الفضاء منذ آلاف السنين عندما نفد الوقود النووي للنجم ليحترق، ومات.

واليوم، تمتد هذه الأجنحة لأكثر من 3 سنوات ضوئية، أو أوسع بآلاف المرات من نظامنا الشمسي، وفقا لوكالة ناسا.

لأكثر من قرن من الزمان، حاول علماء الفلك فهم سبب اتخاذ هذا السديم شكلا مميزا للفراشة، بينما تتوسع معظم السدم الأخرى في الفضاء بأنماط دائرية أكثر إتقانا.

وهنا تقدم الصور الجديدة بتقنية الفاصل الزمني (time-lapse) للسديم التي عُرضت في 12 يناير في الاجتماع 241 للجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل بعض الأدلة الجديدة.

فمن خلال مقارنة صورتين من تلسكوب هابل الفضائي لأجنحة الفراشة تم التقاطها في عامي 2009 و2020، اكتشف علماء الفلك عمليات جديدة غريبة تقود نمو السديم.

وحدد الفريق دليلا على وجود نصف دزينة من "النفاثات" للرياح الشديدة التي تهب من النجم المركزي للسديم، والتي يبدو أنها كانت تتدفق في أنماط متقاطعة فوضوية لآلاف السنين.

وهذه "النفاثات" التي انطلقت من النجم المركزي منذ 2300 و900 عام مضت، دفعت المادة نحو حواف السديم بسرعات عالية غير مألوفة، تصل إلى 500 ميل في الثانية (800 كيلومتر في الثانية)، وفقا للعلماء.

في هذه الأثناء، كانت المادة الموجودة بالقرب من النجم المركزي تزحف إلى الخارج بسرعة عُشر تلك السرعة، ما أدى إلى تكوين هياكل معقدة وغير متناظرة في جميع أنحاء أجنحة السديم.

وقال قائد الفريق بروس باليك، وهو أستاذ فخري من علم الفلك في جامعة واشنطن، في بيان: "سديم الفراشة متطرف بالنسبة لكتلة وسرعة وتعقيد مقذوفاته من نجمه المركزي، الذي تزيد درجة حرارته عن 200 مرة أكثر من حرارة الشمس، ومع ذلك فهو أكبر بقليل من الأرض، لقد كنت أقارن صور هابل لسنوات ولم أر شيئا مثلها تماما".

أما بالنسبة لشكل الفراشة، فإنه وفقا للعلماء، ما يزال من الصعب شرح ذلك بالنماذج الحالية لتشكيل السدم.

من المحتمل أن يكون النجم المركزي للسديم قد اصطدم بنجم مرافق مخفي، أو على الأقل التهم غازا إضافيا من أحدهما، ما أدى إلى توليد مجالات مغناطيسية معقدة شكلت الأجنحة المميزة للسديم.

وأشار باليك إلى أن هذه مجرد فرضية، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لشرح شكل الفراشة.

المصدر: لايف ساينس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا