مباشر

اكتشاف كوكب خارجي يقترب من نجمه ليواجه زوالا مدمرا ينبئ بمصير كوكبنا

تابعوا RT على
لأول مرة، اكتشف علماء الفلك كوكبا خارج المجموعة الشمسية يتحلل مداره حول نجم مضيف متطور.

ويبدو أن العالم المنكوب مقدّر له أن يقترب أكثر فأكثر من نجمه الناضج حتى يصطدم وينطمس في نهاية المطاف.

واكتشف علماء الفلك المزيد من المعلومات حول Kepler-1658b، وهو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية اكتشفه تلسكوب كبلر.

عثر على الكوكب الغريب في عام 2019، وهو أكبر قليلا من كوكب المشتري، ويستغرق حاليا 3.8 أيام لإكمال مدار واحد حول نجمه، Kepler-1658.

ويقع الكوكب على بعد 0.0544 وحدة فلكية (AU)، أو 5 ملايين ميل، من نجمه، لكنه يقترب أكثر فأكثر منه، ما سيؤدي في النهاية إلى "الاصطدام والامحاء نهائيا".

و"الموت في أحشاء نجم" هو مصير يُعتقد أنه ينتظر العديد من العوالم، بما في ذلك الأرض، بعد مليارات السنين من الآن.

وقد استندت الدراسة الجديدة إلى بيانات من ثلاثة تلسكوبات، قادها خبراء مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في كامبريدج، ماساتشوستس.

وقال شرياس فيسابراجادا من جامعة هارفارد: "اكتشفنا سابقا أدلة على وجود كواكب خارجية تتجه نحو نجومها، لكننا لم نشهد من قبل مثل هذا الكوكب الدائر حول نجم متطور".

وتتنبأ النظرية بأن النجوم المتطورة فعالة جدا في التهام الطاقة من مدارات كواكبها، والآن يمكننا اختبار هذه النظريات من خلال الملاحظات المتوفرة.

واكتشف علماء الفلك في الأصل الكوكب خارج المجموعة الشمسية باستخدام تلسكوب كيبلر الفضائي، وهي مهمة رائدة للبحث عن الكواكب تم إطلاقها في عام 2009.

وعلى بعد نحو 2600 سنة ضوئية، كان أول كوكب خارجي مرشحٍ جديدٍ يرصده كبلر على الإطلاق.

ويُطلق على Kepler-1658b اسم كوكب المشتري الساخن، ما يعني أنه يتساوى مع المشتري كتلة وحجما، لكنه في مدار شديد الاقتراب من نجمه المضيف، يقارب ثُمن المسافة بين عطارد وشمسنا (36 مليون ميل أو 0.4 وحدة فلكية).

ويقول العلماء إن الفترة المدارية لـ Kepler-1658b تتناقص بشكل تدريجي - حوالي 131 مللي ثانية (جزء من الألف من الثانية) في السنة - لذا فهو يقترب أكثر فأكثر من نجمه، وهذا ما يعرف باسم "الاضمحلال المداري''.

ويُعد اكتشاف "الاضمحلال المداري'' للكواكب الخارجية تحديا لأن العملية بطيئة للغاية وتدريجية، لذا فقد تطلبت عدة سنوات من المراقبة الدقيقة.

ونظر العلماء في البيانات من أجل العبور إذ إن الانخفاضات الدورية في ضوء النجوم تشير إلى أن كوكبا ما يعبر ويحجب ضوء نجمه لفترة وجيزة.

ووجدوا أن الفترة الفاصلة بين عمليات عبور Kepler-1658b انخفضت على مدى السنوات الـ 13 الماضية بشكل طفيف ولكن باطراد.

وبالنسبة لما يسبب "الاضمحلال المداري''، يشير الباحثون إلى المد والجزر - وهما الظاهرة نفسها المسؤولة عن الارتفاع والانخفاض اليومي في مستوى الماء في محيطات الأرض.

وينشأ المد والجزر من خلال تفاعلات الجاذبية بين جسمين دائريين، مثلما بين الأرض والقمر، أو بين Kepler-1658b ونجمه.

وتشوه جاذبية الأجسام بعضُها أشكال بعض، وعندما تستجيب لهذه التغييرات، يتم إطلاق الطاقة.

ويمكن أن تؤدي تفاعلات المد والجزر هذه إلى دفع الأجسام بعضها لبعض وهي حالة الأرض والقمر الذي يتصاعد ببطء إلى الخارج - أو إلى الداخل، كما هو الحال مع Kepler-1658b تجاه نجمه.

وأيضا، تطور نجم Kepler-1658b إلى النقطة في دورة حياته النجمية حيث بدأ في التوسع، تماما كما هو متوقع من شمسنا، ودخل في ما يسميه علماء الفلك مرحلة "شبه العملاق" (subgiant).

وتمثل النجوم شبه العملاقة فئة من النجوم في نهاية مرحلة دمج الهيدروجين أو نفادها منه من أجل الاندماج النووي، ما تسبب في انهيار نواتها وتضخم غلافها الخارجي.

وتصبح الكواكب الفرعية في النهاية عمالقة حمراء، أي نجوماً محتضرة ضخمة في المراحل الأخيرة من تطورها النجمي، مع أغلفة جوية كبيرة منتفخة نابضة.

ويتوقع فيسابراجادا وزملاؤه أن يكشف تلسكوب TESS عن العديد من الحالات الأخرى للكواكب الخارجية التي تدور حول نجومها المضيفة بانتظار فنائها في أحشائها.

وقال: "الآن بعد أن أصبح لدينا دليل على ظهور كوكب يدور حول نجم متطور، يمكننا حقا البدء في تحسين نماذجنا لفيزياء المد والجزر".

ويمكن أن يعمل نظام Kepler-1658 كمختبر سماوي بهذه الطريقة لسنوات قادمة، وقد يحالفنا الحظ فيكون لنا هناك المزيد من هذه المختبرات قريبا.

وقد نُشرت النتائج في مجلة The Astrophysical Journal Letters.

المصدر: ديلي ميل

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا