وتسعى وكالة الفضاء الأمريكية إلى استكشاف منطقة مجهولة وغامضة من القمر. وسيقوم فريق من الباحثين من جامعة سنترال فلوريدا بدراسة قبتين مميزتين على سطح القمر، يُطلق عليه اسم قباب غروثيوسن (Gruithuisen Domes)، وهي عبارة عن تلال محيرة يعتقد أنها مصنوعة من الصهارة مع تركيز عال من السيليكا فيها.
وطُلب من اثنين من علماء الكواكب في جامعة كاليفورنيا، هما كيري دونالدسون هانا وأدريان دوف، قيادة مهمة، بقيمة 35 مليون دولار، من شأنها أن تهبط بمركبة فضائية فوق قباب غروثيوسن - وهي جزء غير مستكشف من القمر ترك علماء ناسا في حيرة من أمرهم.
ويبدو أن القباب الموجودة في الجزء الغربي من القمر ناتجة عن شكل نادر من الثوران البركاني، ووفقا لوكالة ناسا، فإن الأمر الغامض في هذه القباب يكمن في أن مثل هذه الهياكل الجيولوجية على الأرض تتطلب محيطات من الماء السائل وتحركا للصفائح التكتونية لتتشكل، ولكن القمر لا يوفر أيا من هذه الميزات الضرورية.
ويُعدّ فريق البحث بالتعاون مع ناسا دراستين ستعتمدان على أدوات علمية سترسل إلى القمر لاستكشاف قباب غروثيوسن والبحث عن إجابات بشأنها.
وقال جويل كيرنز، مدير وكالة ناسا: "ستتناول الدراستان المختارتان أسئلة علمية مهمة تتعلق بالقمر".
وسيكون أمام المركبة القمرية التي ستنطلق إلى الفضاء في عام 2026، عشرة أيام أرضية لتسلق إحدى قباب غروثيوسن ودراسة سطح قمتها.
وقال ممثل ناسا: "من أجل فهم هذه الميزات المحيرة حقا، نحتاج إلى زيارة القباب واستكشافها من الأرض وتحليل عينات الصخور. ولحسن الحظ، تخطط ناسا للقيام بذلك".
وبينما ستركز الدراسة الأولى على الألغاز الجيولوجية، ستستكشف الدراسة الثانية تأثيرات القمر على الكائنات الحية.
وقال كيرنز: "الدراسة الثانية ستدرس تأثيرات بيئة القمر منخفضة الجاذبية والإشعاع على الخميرة، وهي كائن نموذجي يستخدم لفهم استجابة وإصلاح تلف الحمض النووي".
وستؤثر دراسات قباب غروثيوسن على فهمنا للقمر وكيف يمكن أن يخدم الناس على الأرض أو رواد الفضاء في الفضاء.
ويتضمن جزء من مخطط "أرتميس" تطوير مستعمرة دائمة على القمر لتكون بمثابة نقطة توقف للرحلات الفضائية المستقبلية في طريقها إلى المريخ.
وترتفع دلتا، وهي أعلى قبة من قبتي غروثيوسن، بنحو 1800 متر عن السطح، أي ما يعادل ارتفاع جبل واشنطن هنا على الأرض.
المصدر: ذي صن