وتحولت الحمم البركانية التي أطلقتها هذه البراكين النشطة إلى بحار قمرية وهي عبارة عن سهول بازلتيّة كبيرة ومظلمة تغطي الأراضي المنخفضة للقمر. لكن تلك البراكين تفرز أيضا بخار الماء.
أفاد باحثون في الدراسة الجديدة أنه أثناء ملامسته للقمر المتجمد، سيتجمد بخار الماء، مشكّلا طبقة من الجليد على بعد أمتار قليلة تحت سطح القمر.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة أندرو ويلكوسكي، عالم الكواكب في جامعة كولورادو بولدر، في بيان: "نتخيله على أنه صقيع على القمر تراكم بمرور الوقت".
ويبدو القمر هادئا جدا هذه الأيام، ولكن في فترة ما في السابق كان في حالة من الاضطراب. تلك البقع المظلمة التي تراها عندما تنظر إلى البدر هي سهول شاسعة من الصخور البركانية، من فترة نشاط بركاني واسع النطاق ربما بدأ منذ 4.2 مليار سنة، واستمر حتى نحو مليار سنة، مع حدوث معظم النشاط في أول ملياري سنة أو نحوها خلال ذلك الإطار الزمني.
وأطلقت عشرات الآلاف من البراكين حمما بركانية على القمر، لتغطي السطح بالمناظر الطبيعية البركانية.
بالإضافة لذلك، كان من الممكن أن تشمل تلك الانفجارات سحبا ضخمة من الغازات البركانية، معظمها من أول أكسيد الكربون وبخار الماء. ويمكن أن تكون هذه قد شكلت أجواء ضعيفة وعابرة حول القمر والتي تبددت في وقت لاحق في الفضاء.
ولكن، افترض ويلكوسكي وزملاؤه، ماذا لو لم يتبدد بخار الماء بالكامل مع الرياح الشمسية؟ ماذا لو استقر بعضها مثل الصقيع؟.
وأجروا نمذجة، بناء على معدل ثوران هائل بمتوسط مرة واحدة كل 22 ألف عام. ثم درسوا معدل تسرب الغازات البركانية إلى الفضاء، مقارنة بكمية التكثيف، والتجمد، والاستقرار على سطح القمر.
ووجدوا أنه بينما يستمر الغلاف الجوي، فترة زمنية تبلغ نحو 1000 عام، يستقر ما يقارب من 15% من الماء ويشكل صقيعا خاصة بالقرب من القطبين.
وهذا الاكتشاف قد يكون له تطبيقات لمهمات الإنسان المستقبلية إلى القمر. إذ إن العثور على الماء السائل على القمر مهم بشكل متزايد حيث يبدأ رواد الفضاء والمهندسون في التفكير في كيفية العيش على القمر بشكل مستدام، دون الحاجة إلى شحن الإمدادات الحيوية، مثل الماء، من الأرض.
ورغم من أن الأبحاث السابقة أكدت وجود جليد مائي على القمر، إلا أن العلماء ما زالوا يعملون على فهم موقعه وانتشاره الجغرافي ومقدار الغبار القمري المختلط والعوامل الأخرى التي ستؤثر على إمكانية استخدام الجليد كمورد.
وإذا تم تأكيد نتائج هذا العمل، الذي نُشر في 3 مايو في مجلة The Planetary Science Journal، فقد يشير هذا إلى كنز رئيسي يقع تحت القطبين.
المصدر: سبيس