أفاد بذلك المكتب الصحفي لمعهد علم الكواكب (PSI).
يذكر أن الغطاء الجليدي المتكوّن من الجليد الجاف بدأ يتشكل في قطب المريخ الجنوبي منذ نحو 600 ألف عام. ولو لم يتحرك لكان ارتفاعه نحو 45 مترا. لكن في الواقع فإن جليد المريخ ينزلق دائما إلى الوديان، ما يسبب زيادة سماكة الكتلة الجليدية في بعض المناطق حتى كيلومتر واحد.
واكتشف الباحث في معهد علم الكواكب، أيزك سميث، أدلة أولى على أن العمليات الفيزيائية نفسها التي تتحكم في حركة الجليد في الأنتاركتيكا وعلى منحدرات الجبال الأرضية تشارك في تشكيل الغطاء الجليدي الجنوبي في المريخ.
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد أن قاموا بنمذجة كمبيوترية لتلك العملية ومحاكاة عملية نموها في مليون سنة ماضية.
وأوضح علماء الكواكب أن زاوية ميل محور دوران المريخ غير ثابتة، إذ إنها تتغير مع مرور الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تغيرات حادة في كميات الحرارة التي تتلقاها المناطق الاستوائية والقطبية. وتسببت تلك التغيرات منذ ملايين الأعوام في تغيير المناخ وتبريد المناطق القطبية في الكوكب الأحمر.
ونتيجة ذلك فإن درجة الحرارة في القطب الجنوبي للمريخ انخفضت، ما أدى إلى تشكيل الجليد الجاف المتكوّن من ثاني أكسيد الكربون المجمّد. وأظهرت حسابات العلماء الناتجة عن النمذجة الكمبيوترية أن الغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ لا يمكن أن يتشكل جراء النزول المنتظم لثاني أكسيد الكربون على سطح طبقات الجليد المائي، كما اعتقد العلماء سابقا. أما أكبر طبقات الجليد الجاف فتتراكم في الوديان الواقعة بالقرب من القطب الشمالي وليس في الجبال.
ومن ناحية أخرى فإن، سميث وفريقه اكتشفوا على الصور الفوتوغرافية للغطاء الجنوبي القطبي في المريخ عددا كبيرا من تغيرات التضاريس وأحواض الجليد التي تشبه كثيرا آثار حركة طبقات الجليد في الأنتاركتيكا. ودفع هذا الأمر بالعلماء إلى الاعتقاد أن المظهر الحالي للغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ نشأ نتيجة حركة تيارات الجليد الجاف.
المصدر: تاس