ولاحظ العلماء المذنب "برناردينيللي برنشتاين" (Bernardinelli-Bernstein)، والمسمى C / 2014 UN271، لأول مرة في عام 2010، ولكن تم تأكيد حجمه مؤخرا فقط.
ويشار إلى أن نواته، المركز الصلب للمذنب، أكبر بنحو 50 مرة من نواة معظم المذنبات المعروفة، وهي الأكبر التي شاهدتها ناسا على الإطلاق.
وبينما يبعد المذنب حاليا أقل من ملياري ميل عن الشمس ويتجه نحو الأرض، إلا أن ناسا تطمئن الجمهور بأنه لا يشكل أي تهديد لنا.
ولن يقترب أبدا من الشمس بأكثر من مليار ميل (1.6 مليار كم)، وهي مسافة أبعد قليلا من الأرض عن كوكب زحل. وقالت ناسا إن ذلك سيحدث في عام 2031.
وتقدر كتلة ""برناردينيللي برنشتاين" بنحو 500 تريليون طن، وهي أكبر بنحو 100 ألف مرة من كتلة المذنبات النموذجية الموجودة بالقرب من الشمس.
وقال البروفيسور ديفيد جيويت، المؤلف المشارك في الدراسة: "هذا المذنب هو حرفيا قمة جبل الجليد لعدة آلاف من المذنبات الخافتة للغاية بحيث لا يمكن رؤيتها في الأجزاء الأبعد من النظام الشمسي. ولطالما اشتبهنا في أن هذا المذنب يجب أن يكون كبيرا لأنه ساطع جدا على هذه المسافة الكبيرة. والآن نحن نؤكد ذلك".
ويندفع المذنب الهائل حاليا عبر الفضاء بسرعة 22 ألف ميل في الساعة (35405 كيلومترات في الساعة)، وهو "كائن مذهل، بالنظر إلى مدى نشاطه عندما لا يزال بعيدا عن الشمس"، وفقا لما ذكره مان تو هوي، المؤلف الرئيسي للدراسة.
وأضاف: "اعتقدنا أن المذنب قد يكون كبيرا جدا، لكننا كنا بحاجة إلى أفضل البيانات لتأكيد ذلك".
وللتحقق من حجمه، استخدم الفريق تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا لالتقاط خمس صور للمذنب في 8 يناير 2022.
وباستخدام نموذج حاسوبي ، تمكن الباحثون من التفريق بين النواة الصلبة للمذنب والضباب المغبر الذي يحيط به، واقترحوا أن النواة أغمق مما كان يعتقد سابقا.
وقال البروفيسور جيويت: "إنها كبيرة وهي أكثر سوادا من الفحم".
ويتبع المذنب مدارا إهليلجيا طوله ثلاثة ملايين سنة، وهو الآن على بعد أقل من ملياري ميل من الشمس.
وعلى هذه المسافة، تكون درجات الحرارة نحو -348 درجة فهرنهايت (-193 درجة مئوية)، وفقا لوكالة ناسا.
ويعتقد العلماء أن المذنب نشأ على الأرجح في سحابة أورط، المنطقة الأكثر بعدا في نظامنا الشمسي، حيث يُعتقد أن تريليونات المذنبات موجودة.
ورغم الافتراض الأول منذ أكثر من 70 عاما، لا تزال سحابة أورط مجرد نظرية، وهذا لأن المذنبات التي يُعتقد أنها تتكون منها أضعف من أن تُرصد بشكل مباشر.
ويأمل الفريق أن يساعد اكتشاف مثل هذا المذنب الكبير في تسليط الضوء على سحابة أورت الغامضة.
وأضافت ناسا: "حقيقة سحابة أورت مدعومة بالنمذجة النظرية لتشكيل وتطور النظام الشمسي".
وكلما زاد عدد الأدلة الرصدية التي يمكن جمعها من خلال مسوحات السماء العميقة إلى جانب الملاحظات متعددة الأطوال الموجية، سيفهم علماء الفلك بشكل أفضل دور سحابة أورت في تطور النظام الشمسي.
المصدر: ديلي ميل