أعلن ذلك الخميس 7 أبريل المكتب الصحفي لمركز "هارفارد سميثسونيان" للفيزياء الفلكية (CfA).
وقال الأستاذ في جامعة هارفارد الأمريكية، أبراهام لوب:" يمكن وصف مجرة HD1 بأنها مولود أول في الكون المبكر لم يترك بعد جدران مستشفى الولادة. وقد سمح لنا اكتشافها بتحطيم الرقم القياسي لأقصى انزياح أحمر للكوازارات."
وافترض العلماء أن الكون كان في مئات ملايين الأعوام الأولى من وجوده ، معتما بالنسبة إلى معظم أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي، حيث كان ممتلئا في الغالب بجزيئات محايدة من الهيدروجين والهيليوم.
وتغير هذا الوضع بعد حوالي 300-400 مليون عام مرت بعد الانفجار الكبير، عندما بدأت النجوم والمجرات الأولى في الكون بتأيين الفضاء المحيط بها.
واتخذ، لوب وزملاؤه خطوة كبيرة نحو حل ألغاز الكون المبكر من خلال مراقبة عدد كبير من المجرات البعيدة والقاتمة التي تم اكتشافها أثناء تحضير مسح السماء في إطار برنامجي COSMOS وSXDS ، حيث اختار العلماء عدة مئات الآلاف من تلك الأجرام الفضائية ودرسوا كلا منها بالتفصيل باستخدام مرصد ALMA للموجات المايكروية وعدد من المراصد الأرضية والمدارية الأخرى.
ولفتت مجرتا HD1 و HD2 انتباه علماء الفلك لأنها تبعد عن الأرض مسافة هائلة، تفوق 13 مليون سنة ضوئية. وكان ذلك دليلا على أن هذه المجرات نشأت على الفور تقريبا بعد اكتمال إعادة تأيّن الكون وبدأت النجوم الأولى في الظهور آنذاك.
وأشارت الأرصاد اللاحقة إلى أن مجرة HD1 هي حتى الآن أبعد مجرة معروفة للبشرية وأقدمها. وتقع في كوكبة Sextans ونراها في الحالة التي كانت فيها 300 مليون عام بعد الانفجار الكبير .
ويأمل الأستاذ، لوب وزملاؤه بأن تكون مجرة HD1 من الأجرام الفضائية الأولى لعمليات الرصد باستخدام تلسكوب "جيمس ويب" المداري الذي تم إطلاقه مؤخرا.
المصدر: تاس