واستخدم علماء من جامعة كاليفورنيا وإيرفين وكلية بومونا نماذج حاسوبية لمحاكاة تطور ركن من أركان الكون يبلغ قطره نحو 60 مليون سنة ضوئية.
ونماذج الكمبيوتر الجديدة هذه، والتي لم يقع تصميمها للقيام بذلك، خلقت سبع مجرات محرومة من المادة المظلمة، وهو مشهد كان يحير العلماء سابقا.
ونشأت عمليات المحاكاة الغريبة بعد اصطدام قريب مع مجرات ضخمة مجاورة، وفقا لبيان صادر عن جامعة كاليفورنيا إيرفين.
وتعرف المادة المظلمة بأنه المادة المفترضة غير المرئية التي تشكل ما يصل إلى 85% من كل المادة في الكون. ولا يستطيع علماء الفلك دراسته بشكل مباشر، لكنهم يعتقدون أنه يجب أن يكون موجودا لفهم سلوك النجوم والكواكب والمجرات.
ولذلك، في عالم مليء بالمادة المظلمة، تساعد عمليات المحاكاة الحاسوبية الجديدة في تفسير كيف قد تفقد بعض المجرات هذه المادة الحيوية.
وتأتي الدراسة الأخيرة في أعقاب الملاحظات السابقة التي قامت بها في عام 2018 شاني دانييلي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وعالمة الفيزياء الفلكية حاليا في جامعة برينستون.
وأظهرت هذه الملاحظات مجرتين بدا أنهما تفتقدان معظم مادتهما المظلمة، وهو أمر كان يعتقد أنه مستحيل، وفقا للورقة البحثية.
وقال خورخي مورينو المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الفلك بكلية بومونا في البيان: "لقد ثبت على مدار الأربعين عاما الماضية أن المجرات بها مادة مظلمة. على وجه الخصوص، تميل المجرات منخفضة الكتلة إلى الحصول على كسور أعلى بكثير من المادة المظلمة، ما يجعل اكتشاف دانييلي مفاجئا للغاية. وبالنسبة للكثيرين منا، هذا يعني أن فهمنا الحالي لكيفية مساعدة المادة المظلمة للمجرات على النمو يحتاج إلى مراجعة عاجلة".
كما اتضح، أنه يمكن أن تؤدي الاصطدامات القريبة بين المجرات المجاورة إلى سرقة كونية، حيث تُترك المجرة الأصغر مع النجوم فقط وبعض المادة المظلمة المتبقية.
وقال روبرت فيلدمان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة زيورخ الذي صمم عمليات المحاكاة الجديدة، في البيان: "يُظهر هذا العمل النظري أن المجرات التي تعاني من نقص في المادة المظلمة يجب أن تكون شائعة جدا، خاصة في محيط المجرات الضخمة".
وتحاكي نماذج الكمبيوتر الجديدة الاصطدامات بين المجرات الصغيرة منخفضة الكتلة والمجرات التي يزيد حجمها عن 1000 مرة.
ويأمل الباحثون في العثور على مجرات ضخمة في العالم الحقيقي في عملية تجريد المادة المظلمة من جيرانها الأصغر، وفقا للدراسة.
المصدر: سبيس