ولأن الفضاء لا يجذب اهتمام العلماء فحسب، فإن هذا العالم كان هدفا تنافسيا لعدد من المليارديرات الذين حققوا حلم السياحة الفضائية أخيرا خلال العام 2021.
وهنا مجموعة من الإنجازات المختارة، المتعلقة بالفضاء، والتي تحققت خلال الأشهر الماضية من العام:
ثنائي روبوتات الكوكب الأحمر
نجا مسبار بيرسيفرانس التابع لوكالة ناسا من "سبع دقائق من الرعب"، وهو الوقت الذي تعتمد فيه المركبة على أنظمتها الآلية للنزول والهبوط، لتهبط بنجاح على فوهة جيزيرو في المريخ في فبراير الماضي.
ومنذ ذلك الحين، يلتقط الروبوت الذي يبلغ حجم السيارة صورا للكوكب ويبحث عن عينات من أجل مهمته: تحديد ما إذا كان المريخ استضاف أشكال حياة ميكروبية قديمة.
وتم التخطيط لمهمة عودة عينات الصخور في وقت ما بدءا من 2030.
ومع أحدث أجهزتها، المروحية Ingenuity ، يمكن للمسبار أيضا صدم صخور المريخ وتحليل البخار كيميائيا.
ونجحت المروحية ببراعة، وهي طائرة عمودية تزن كيلوغراما واحدا، في أبريل الماضي بالتحليق في أول رحلة تعمل بالطاقة على جرم سماوي آخر، بعد أكثر من قرن بقليل من تحقيق الأخوين رايت نفس الإنجاز هنا على الأرض، وأدىت منذ ذلك الحين الكثير من مهمات التحليق.
ويمكن أن تساعد الأفكار المكتسبة من Ingenuity العلماء على تطوير Dragonfly، وهي مروحية دون طيار، للبحث عن علامات الحياة على قمر زحل تيتان في منتصف عام 2030.
رحلات الفضاء الخاصة تقلع
أصبح المليونير الأمريكي ريتشارد برانسون أول سائح فضاء في العالم في عام 2001، لكن الأمر استغرق 20 عاما أخرى حتى يتحقق الوعد برحلة فضائية خاصة في النهاية.
وفي يوليو، واجه ريتشارد مؤسس شركة Virgin Galactic جيف بيزوس مؤسس Blue Origin ليكون أول رائد فضاء غير محترف يكمل رحلة فضاء شبه مدارية.
وفي حين أن الملياردير البريطاني ربح تلك المعركة ببضعة أيام، كانت رحلة Blue Origin هي التي سارعت إلى الأمام، حيث أطلقت ثلاث رحلات أخرى مع عملاء خاصين وضيوف من المشاهير.
ودخلت "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك المعركة في سبتمبر بمهمة مدارية مدتها ثلاثة أيام حول الأرض تضم طاقما من المدنيين بالكامل على متن Inspiration 4.
وقالت محللة صناعة الفضاء لورا سيوارد فورشيك، مؤلفة كتاب "أن تصبح خارج العالم"، الذي يهدف إلى إعداد مسافري الفضاء المستقبليين: "إنه أمر مثير حقا أن تحدث هذه الأشياء أخيرا بعد فترة طويلة".
ولكن ويليام شاتنر، الذي لعب دور الكابتن كيرك في المسلسل التلفزيوني الشهير "ستار تريك" في الستينيات، والذي شارك بيزوس في رحلته السياحية إلى حدود حافة الفضاء، قال للصحفيين: "ما تبحث عنه هو أمنا الأرض وهي بحاجة للحماية".
وشهد العام 2021 أيضا قيام طاقم روسي بتصوير أول فيلم روائي طويل في الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية (ISS).
كما تمكن الملياردير الياباني، يوساكو مايزاوا، من تحقيق حلمه بالسفر إلى الفضاء، حيث انظلق إلى محطة الفضاء الدولية قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، برفقة مساعده ومنتج الأفلام يوزو هيرانو، وقضى هناك مدة 12 يوما قبل العودة إلى الأرض.
ومع ذلك، لم يكن مشهد النخب الثرية التي تتجول في الكون محبوبا للجميع، وأثار قطاع السياحة الفضائية الناشئ رد فعل عنيفا من بعض الذين قالوا إن هناك قضايا أكثر إلحاحا يجب مواجهتها هنا على الأرض، مثل تغير المناخ.
عولمة الفضاء
خلال الحرب الباردة، كان الفضاء تحت سيطرة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
والآن، بالإضافة إلى ثورة القطاع التجاري، الذي يرسل الأقمار الصناعية بوتيرة مذهلة، تقوم الصين والهند وغيرها باستعراض عضلات رحلاتها الفضائية بشكل متزايد.
ووقع إطلاق محطة الفضاء الصينية تيانغونغ (قصر في السماء)، أول قاعدة خارجية طويلة المدى، في أبريل، بينما هبطت أول مركبة فضائية لها على المريخ في مايو الماضي، ما يجعلها الدولة الثانية التي تحقق مثل هذا الاستغلال.
ووضعت الإمارات مسبارا في مدار كوكب المريخ في فبراير، لتصبح أول دولة عربية والخامسة إجمالا التي تصل إلى الكوكب الأحمر.
وفي غضون ذلك، أطلقت روسيا صاروخا على أحد أقمارها الصناعية، لتصبح رابع دولة تضرب مركبة فضائية من الأرض.
وانتهى العام بإطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وهو أعجوبة بقيمة 10 مليارات دولار ستستفيد من تقنية الأشعة تحت الحمراء لدراسة 13 مليار سنة مضت.
وفي العام المقبل أيضا، سيتم إطلاق مهمة أرتميس 1 (Artemis 1)، عندما سيحمل نظام الإطلاق الفضائي العملاق (SLS) التابع لوكالة ناسا كبسولة أوريون إلى القمر، استعدادا لعودة أمريكا مع البشر في وقت لاحق من هذا العقد.
وتخطط ناسا لبناء موائل قمرية واستخدام الدروس المستفادة هناك للبعثات المستقبلية إلى المريخ في ثلاثينيات القرن الحالي.
المصدر: phys.org