وتشير دراسة جديدة إلى أن الباحثين الآن يقولون إن هذا يرجع على الأرجح إلى مغناطيسية الشمس وليس التصادم مع الأجرام السماوية الأخرى كما كان يعتقد سابقا.
وتشير النتائج إلى أنه خلال الأيام الأولى لتكوين النظام الشمسي، تم سحب حبيبات الحديد بواسطة المجال المغناطيسي للشمس.
ويعتقد العلماء أن عطارد، الكوكب الأقرب إلى الشمس في نظامنا الشمسي، التقط أكبر كمية من برادة الحديد (عبارة عن حبيبات دقيقة من مادة الحديد تتخذ فيما بينها شكلا شبيها بالمسحوق)، ما يفسر كثافة اللب المعدني.
وعندما بدأت الكواكب في التكون من الغبار والغاز اللذين يشكلان الفضاء، كانت الكواكب الأقرب إلى الشمس تحتوي على حديد أكثر من تلك البعيدة.
ولاحظ العلماء أن الكواكب الأخرى خارج النظام الشمسي، مثل K2-229 b، لها تركيبة حديدية مماثلة لعطارد، على عكس تكوين نجمها.
وتم التعرف على كواكب أخرى غنية بالحديد في الفضاء السحيق، تدور حول نجم مشابه في تركيبته للشمس، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن المجال المغناطيسي للنجم المتطور هو الذي ينتج عنه وجود كواكب قريبة لها نواة غنية بالحديد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، ويليام ماكدونو، أستاذ الجيولوجيا في جامعة ماريلاند، إن "الكواكب الأربعة الداخلية لنظامنا الشمسي، عطارد والزهرة والأرض والمريخ، تتكون من نسب مختلفة من المعدن والصخور".
وأضاف: "هناك منحدر ينخفض فيه المحتوى المعدني في القلب عندما تبتعد الكواكب عن الشمس. وتوضح ورقتنا كيف حدث ذلك من خلال إظهار أن توزيع المواد الخام في النظام الشمسي المبكر تم التحكم فيه بواسطة المجال المغناطيسي للشمس".
وفي المقابل، يتكون لب الأرض من سبيكة من الحديد والنيكل وتشكل ثلث كتلتها تقريبا، كما هو الحال في قلب كوكب الزهرة. وقلب المريخ أقل بقليل من ربع كتلته.
ووجد العلماء أن كثافة ونسبة الحديد في قلب كوكب صخري ترتبط ارتباطا وثيقا بقوة المجال المغناطيسي.
وعلى هذا النحو، يجب أن تأخذ الدراسات المستقبلية للكواكب الخارجية في الاعتبار مغناطيسية النجوم البعيدة لمعرفة ما إذا كانت الكواكب الخارجية صخرية، ما قد يكون مؤشرا على أنها قد تكون صالحة للسكن.
وكتب ماكدونو والعلماء الآخرون في الدراسة: "قد تتأثر إمكانية وجود منطقة صالحة للسكن في أنظمة الكواكب الخارجية بالعمليات الفيزيائية والكيميائية التي تتحكم في توزيع المعدن والسيليكات في قرص كوكبي أولي متطور".
ويمكن أن تتحكم هذه العمليات في حجم وتكوين قلب الكوكب والنسبة الكيميائية أثناء تكوين الكوكب، جنبا إلى جنب مع الأنواع المختلفة من المعادن يمكن أن تؤثر على كمية العناصر الخفيفة التي تدخل اللب.
وأضافوا: "هذه العوامل، بالإضافة إلى توزيع بعض العناصر الحيوية الداعمة للحياة، ضرورية في تحديد احتمالات قابلية الكوكب للسكن".
واستخدم ماكدونو وفريق العلماء النماذج الحالية لكيفية تشكل الكواكب للتوصل إلى السرعة التي يتم بها سحب الغاز والغبار إلى مركز النظام الشمسي.
وعند أخذ المجال المغناطيسي للشمس في الاعتبار عند بدايته، فإن الحقل سوف يسحب الحديد من خلال الغبار والغاز، مكونا قلب الكواكب الداخلية.
والآن عليك أن تقول: "يمكن أن يحتوي كل كوكب على قدر أكثر أو أقل من الحديد بناء على الخصائص المغناطيسية للنجم في النمو المبكر للنظام الشمسي".
وسيحتاج الخبراء إلى العثور على نظام كوكب آخر مثل نظامنا، نظام به كواكب صخرية منتشرة عبر مسافات واسعة، لمعرفة ما إذا كانت الكثافة تنخفض مع ابتعاد الكواكب عن النجم، ما يثبت نظريتهم.
المصدر: ديلي ميل