وحدثت تصادمات بين المجرات بشكل منتظم طوال تاريخ الكون. وسوف تستهلك مجرة درب التبانة يوما ما مجرة أندروميدا المجاورة لها، ومن خلال النظر في تصادمات مجرية أخرى، تمكنت ناسا من النظر إلى مستقبل مجرتنا.
وتقترب مجرة أندروميدا، التي تبلغ ضعف حجم مجرة درب التبانة، من مجرتنا بنحو خمسة ملايين كيلومتر في السنة.
وفي حوالي أربعة مليارات سنة، ستندمج المجرتان، وستمتص أندروميدا، المعروفة أيضا باسم M31 أو المرأة المتسلسلة، درب التبانة في جسمها.
ومن خلال النظر في تصادمات المجرات الأخرى، قالت ناسا: "هابل يوضح لنا المستقبل".
وأضافت وكالة الفضاء الأمريكية: "يتوسع الكون ويتسارع، وما زالت التصادمات بين المجرات القريبة من بعضها البعض تحدث لأنها مرتبطة بجاذبية المادة المظلمة المحيطة بها.
وتظهر مناظر تلسكوب هابل الفضائي العميقة للكون أن مثل هذه المواجهات بين المجرات كانت أكثر شيوعا في الماضي عندما كان الكون أصغر".
وتابعت: "منذ قرن من الزمان، لم يدرك علماء الفلك أن M31 كانت مجرة منفصلة بعيدا عن نجوم مجرة درب التبانة. وقام عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل بقياس المسافة الشاسعة من خلال الكشف عن نجم متغير كان بمثابة علامة ميل".
وأشارت الوكالة: "واصل هابل اكتشاف الكون المتوسع حيث تندفع المجرات بعيدا عنا، ولكن من المعروف منذ فترة طويلة أن M31 تتحرك نحو مجرة درب التبانة بسرعة 250 ألف ميل في الساعة. وهذه السرعة كافية للسفر من هنا إلى القمر في ساعة واحدة".
ومع ذلك، فإن اصطدام أندروميدا الوشيك لن يكون الأول بالنسبة لمجرة درب التبانة. وطوال تاريخها البالغ 13 مليار عام، التهمت مجرة درب التبانة المجرات والنجوم المجاورة لتصل إلى الحجم الذي هي عليه اليوم.
ومنذ نحو 700 مليون سنة، والتي ما تزال حديثة من الناحية الفلكية، اصطدمت مجرة صغيرة بمجرة درب التبانة، ما أدى إلى ضرر دائم لمنزلنا المجري.
واصطدمت مجرة صغيرة تحوم حول حافة مجرة درب التبانة بمجرتنا، ما أدى إلى أن أجزاء من منزلنا المرصع بالنجوم أصبحت ملتوية ومشوهة.
وسحابة ماجلان الكبرى (LMC) هي مجرة قزمة غير منتظمة تحوم الآن على حافة مجرة درب التبانة وتشوهها، ويعتقد أنها كانت في الماضي تابعة لمجرتنا.
وتقوم سحابة ماجلان الكبرى بسحب قرص درب التبانة ولفه بسرعة 32 كم/ ثانية أو 115200 كيلومتر في الساعة باتجاه كوكبة الفرس الأعظم.
المصدر: إكسبريس