وهبطت المركبة الصينية لجمع الصخور على سطح القمر يوم الثلاثاء الماضي، وهي العملية الأحدث في سلسلة مهمات طموحة إلى القمر. وبعد أقل من يومين، عادت وحدة الهبوط والإقلاع إلى المركبة الفضائية في مدار القمر حاملة أكثر من 4 أرطال (نحو 2 كغ) من عينات الصخور، وفقا لإدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA).
وكانت مركبة الهبوط واحدة من أربعة روبوتات استخدمت في المهمة، وتسمى Chang'e-5، والتي تهدف إلى إعادة عينات من سطح القمر إلى الأرض قبل نهاية ديسمبر. وإذا نجحت، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يجلب فيها بلد صخور القمر إلى كوكبنا منذ أكثر من 40 عاما.
وكانت ناسا، من جانبها، تراقب المهمة من مدار القمر، وأصدرت يوم الجمعة 4 ديسمبر، الصور الأولى لـChang'e 5 على سطح القمر خلال أداء المركبة لمهمتها.
وتؤكد الصورة التفصيلية التي سجلها القمر الصناعي Lunar Reconnaissance Orbiter التابع لناسا، وجود المركبة الصينية على سطح القمر.
وتُظهر الصورة مركبة الهبوط Chang'e 5 وسط ثلاث حفر. ويحيط بموقع الهبوط Oceanus Procellarum ، وهي منطقة على الجانب القريب من القمر حيث الانفجارات البركانية القديمة.
وقال نوح بيترو، عالم القمر في رحلة غودارد الفضائية التابعة لناسا: "الشيء الرائع هو أننا حصلنا على الصورة في نافذة مدتها يومين قبل مغادرة المركبة في رحلة الصعود. وفي غضون شهر، يمكننا إعادة رسم الموقع لنرى ما تغير بعد الصعود".
ونشرت وكالة الفضاء الصينية (CNSA) عدة صور خاصة بها قبل صورة ناسا. كما نشرت الصحبفة الصينية "غلوبال تايمز" يوم الجمعة صورة للعلم الصيني مرفوعا على المسبار.
ويوم الأربعاء 2 ديسمبر، أصدرت وكالة الفضاء الصينية صورة بانورامية مأخوذة من منظور المسبار.
ويوم الخميس 3 ديسمبر، حفر الذراع الروبوتي لمركبة الهبوط Chang'e 5 نحو 6 أقدام (أي 1.8 متر) في سطح القمر لجمع الصخور القمرية والغبار من منطقة لم يتم استكشافها سابقا، وهي التشكيل البركاني المسمى Mons Rümker. وقد توفر المادة معلومات جديدة حول النشاط البركاني السابق للقمر.
وبعد 19 ساعة من الحفر والجمع، نقل الذراع العينة إلى وحدة الصعود أعلى المسبار. مع تأمين العينة، وانطلقت تلك الوحدة بعد ذلك لتلتقي بمركبة فضائية ظلت تدور حول القمر.
وإذا سارت الأمور على ما يرام في بقية المهمة، فمن المتوقع أن تهبط الكبسولة التي تحمل عينة القمر في منغوليا الداخلية في منتصف ديسمبر.
ويمكن للعينة أن تكشف ما إذا كان القمر قد أظهر نشاطا بركانيا مؤخرا منذ 1.2 مليار سنة، وهذا هو تقدير العلماء القدامى لسهل Mons Rümker.
وقال شياو لونغ، عالم جيولوجيا الكواكب في جامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان، لمجلة Nature في نوفمبر الماضي، إن مثل هذا الاكتشاف يمكن أن "يعيد كتابة تاريخ القمر".
وحتى الآن، كان العلماء قادرين فقط على دراسة عينات صخور القمر من مناطق القمر التي يبلغ عمرها 3 مليارات سنة أو أكثر، لذلك تنتهي معرفتهم بالنشاط البركاني للقمر في ذلك الوقت. ومن المحتمل أيضا أن تساعد صخور القمر العلماء في تقدير عمر هذه المنطقة القمرية بشكل أكثر دقة.
وكانت آخر مرة جمعت فيها أي دولة صخور القمر في عام 1976، عندما عادت مهمة لونا الأخيرة للاتحاد السوفيتي إلى الأرض.
المصدر: بزنس إنسايدر