ووجد علماء الفضاء أدلة على وجود العديد من الكواكب خارج نظامنا الشمسي، يبلغ عددها الآن بالآلاف. ولكن حتى هذا الوقت، تم اكتشاف جميع الكواكب الخارجية داخل مجرة درب التبانة. ودفعت هذه الاكتشافات العلماء إلى الاعتقاد بوجود مليارات من الكواكب في مجرة درب التبانة. ولم يكن من الممكن تحديد كوكب موجود في مجرة أخرى.
وفي هذه الدراسة الجديدة، يعتقد العلماء أنهم وجدوا مثل هذا المرشح. ويمثل اختراق الفضاء المرة الأولى التي يسمي فيها علماء الفلك كوكبا خارجيا مرشحا في مجرة غير مجرتنا.
ونشر فريق من العلماء من الولايات المتحدة والصين الآن دليلا على وجود الكوكب المرشح في مجرة الدوامة أو كما تعرف باسم مسييه 51 (Messier 51). وتم تقديم هذا الاكتشاف المحتمل في ورقة بحثية قبل المراجعة في مجلة arXiv. وحدد الفريق الكوكب الخارجي المرشح، في الدراسة، على أنه M51-ULS-1b.
ووقع رصد الكوكب المحتمل بالقرب من كوكبة Ursa Major على بعد نحو 23 مليون سنة ضوئية من الأرض. وبعبارة أخرى، يقع الجسم على مسافة 135.208.380.000.000.000.000 ميل تقريبا.
وتشير قياسات تلسكوب تشاندرا للأشعة السينية الفضائي، إلى أنه إذا كان الكوكب حقيقيا، فهو عملاق غازي أصغر قليلا من زحل، ويدور حول عشرات الوحدات الفلكية (AU) من مركز نظام نجمي ثنائي. ويتكون الثنائي على الأرجح من نجم ضخم وثقب أسود أو نجم نيوتروني.
وفي معظم الحالات، قد يكون تحديد كوكب على هذه المسافة أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا. ولكن في هذه الحالة، أصبح العمل أسهل بسبب مجموعة من سمات المرشح الفريدة، حيث أنه يقع الجسم داخل نظام ثنائي يحتوي على ثقب أسود أو نجم نيوتروني في مركزه، وهو ما يحدث في طور التهام نجم آخر.
وبذلك، فإنه يصدر إشارة ضخمة من الأشعة السينية، والتي لفتت انتباه العلماء. وهذه المصادر نادرة في سماء الليل.
وكان العامل الآخر المساهم في هذا الاكتشاف، هو أن مصدر الأشعة السينية ثبت أنه صغير جدا، لدرجة أن الجسم الذي يمر بينه وبين العلماء هنا على الأرض سيحجب مؤقتا الأشعة السينية. وهذا ما لاحظه الفريق، والمتمثل في عبور كوكبي محتمل استمر حوالي ثلاث ساعات.
وحتى الآن، استبعد الباحثون إمكانية قيام نجم آخر بحجب الأشعة السينية، مشيرين إلى أن النظام الثنائي صغير جدا بالنسبة لهذا الاحتمال. كما استبعدوا إمكانية سحب المواد إلى مصدر الانبعاثات كسبب للتعتيم. ولم تكن خصائص الضوء مناسبة لمثل هذا الحدث.
ومع ذلك، أقر العلماء بضرورة القيام بمزيد من العمل قبل استخلاص أي استنتاجات.
وكتب الفريق في دراستهم: "اكتشاف M51-ULS-1b أثبت أن المجرات الخارجية تستضيف كواكب مرشحة، ويوضح أيضا أن دراسة عبور الأشعة السينية يمكن أن تكشف عن وجود أنظمة غير مرئية بخلاف ذلك، والتي ستشمل أيضا الأقزام البنية والنجوم ذات الكتلة المنخفضة".
وتابعوا: "اكتشاف ودراسة الكواكب خارج المجرة والأجسام الصغيرة الأخرى في المجرات الخارجية يمكن أن يؤسس روابط وتناقضات مع بيئة الشمس في مجرة درب التبانة، ويوفر نظرة ثاقبة للتطور المتبادل للمدارات النجمية والثنائية، ويوسع المجال الذي يمكننا من خلاله البحث عن الحياة وكائنات خارج الأرض. وتوسيع البحث سيوسع نطاق ما يمكننا قوله عن مكانتنا في الكون".
المصدر: إكسبرس