ويقول العلماء المسؤولون عن تجربة "تانبوبو" اليابانية على محطة الفضاء الدولية، إن هذا الاكتشاف يعني أن الحياة الفضائية يمكن أن تكون شائعة، بالانتقال من كوكب إلى آخر.
ووجد الباحثون أن مستعمرات الميكروبات التي لا يقل سمكها عن 0.02 بوصة (0.5 مم، أي أرق من قطعة الورق)، تقاوم البرودة الشديدة ومستويات الإشعاع العالية في الفضاء. وفقط تلك الموجودات على سطح المستعمرة التي تواجه الفضاء الخارجي تموت، حيث تضحي بأنفسها لتشكل طبقة واقية لبقية المستعمرة تحتها.
ويعني هذا الاكتشاف أن مستعمرات الميكروبات هذه يمكن أن تنتقل بين الأرض والمريخ أو أي جزء آخر من الكون عن طريق التجمع في "تجمعات" من الجسيمات.
ويعتمد الاكتشاف على "لوحات عرض" لنوع من البكتيريا تسمى Deinococcus تم وضعها خارج محطة الفضاء الدولية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
ويدعم هذا الاكتشاف الجديد نظرية تسمى "التبذر الشامل" (panspermia)، وهي الفكرة المثيرة للجدل التي تنص على أن الكائنات الحية تهاجر بين الكواكب والأقمار والأنظمة الشمسية.
وقال الدكتور أكيهيكو ياماغيشي، الباحث الرئيسي في "تانبوبو"، إن أصل الحياة على الأرض هو أكبر لغز حير البشر. مضيفا: "يمكن أن يكون للعلماء وجهات نظر مختلفة تماما حول هذا الموضوع".
ويعتقد البعض أن الحياة نادرة جدا وتحدث مرة واحدة فقط في الكون، بينما يعتقد البعض الآخر أن الحياة يمكن أن تحدث على كل كوكب مناسب.
وقال ياماغيشي إنه لكي يكون "التبذر الشامل" ممكنا، يجب أن توجد الحياة في كثير من الأحيان أكثر مما كان يعتقده علماء الفلك سابقا.
وكان ستيفن هوكينغ من دعاة نظرية "التبذر الشامل"، حيث قال ذات مرة: "يمكن أن تنتشر الحياة من كوكب إلى كوكب أو من نظام نجمي إلى نظام نجمي، محمولة على الشهب".
وأشار إلى أن هذه هي الطريقة التي ظهرت بها الحياة على الأرض، على الرغم من أن مثل هذه الادعاءات تعرضت لانتقادات على نطاق واسع.
وتهدف مهمة "تانبوبو" اليابانية إلى التحقيق في إمكانية الانتقال الطبيعي بين الكواكب للحياة الميكروبية.
وأجريت الاختبارات في الفترة من 2015 إلى 2018 على السطح الخارجي لمركبة الباحثين المسماة "كيبو"، الواقعة على بعد 250 ميلا فوق الأرض.
وأظهر العلماء أن الكائنات المجهرية يمكن أن تطلق الحياة من خلال التكاثر مرة أخرى بعد إيجاد الظروف المناسبة، في الجانب الآخر من الكون.
المصدر: ديلي ميل