وقال بروفسور جامعة كنساس الأمريكية، ليور شامير:"درسنا مظهري السماء ووجدنا قانونا واحدا يسري في مختلف المجرات. ولا يمكن أن ينتج وجود محور الدوران عن ارتكاب أخطاء في القياس، كما حدث ذلك عند قياس الأشعة الواردة من النجوم الميتة، إذ أن القوانين يستحيل أن تتجلى صدفة في مظهري السماء في آن واحد.
ويعتقد معظم الفلكيين أن الكون نشأ من نقطة واحدة بدأت تتوسع بسرعة هائلة في لحظاته الأولى بعد الانفجار الكبير. وجرت تلك العملية أولا بسرعة تفوق سرعة الضوء، ثم تباطأت وانخفضت إلى سرعة الضوء. ويعتقد العلماء أن كلا العمليتين خلفتا آثارا في توزع المادة المرئية وغير المرئية في العصور الأولى لحياة الكون وبالتالي على أشكال ومواقع المجرات الحالية التي يمكن أن نرصدها في سماء الليل.
واعتقد علماء الكون في الماضي أن تلك العملية كانت تجري بشكل منتظم في أنحاء الكون كله. لكنهم صاروا يكتشفون في الآونة الأخيرة أدلة على أن الأمر ليس كذلك.
وتوصل البروفسور شامير إلى استنتاج مفاده بأن الكون لا يمتلك مواصفات واحدة في كل ركن من أركانه.
فيما اعتقد الفلكيون أن أقساما مختلفة للكون تضم عددا واحدا تقريبا من المجرات التي تدور أقراصها في اتجاه عقرب الساعة أوعكسه. ويتوقف اتجاه دورانها على عوامل مختلفة.
وتأكد الفلكيون وعلماء الكون أكثر من مرة من خلال أرصادهم وقياساتهم المختلفة من أن هذا القانون يطبق في غالبية الأحول. لكن هناك تلميحات أخرى تدل على أن الأمر ليس كذلك.
وحاول، شامير وزملاؤه تسليط الضوء على تلك المسألة باستخدام التلسكوبات الآلية التي رصدت مظهري السماء SDSS و Pan-STARRS. واستخدموا عند ذلك المعلومات التي جمعتها التلسكوبات لتحديد اتجاه دوران 200 ألف مجرة بعيدة.
واتضح أن اتجاهي دورانها لم يتوزعا صدفة في مختلف أنحاء الكون. وسادت في بعضها المجرات الحلزونية الدائرة في اتجاه عقرب الساعة. أما البعض الآخر فتدور غالبية المجرات فيه عكس اتجاه عقرب الساعة.
وجدير بالذكر أن تلك الاختلافات غير ملحوظة عمليا في المجرات القريبة منا، إلا أنها تجلت بوضوح في المجرات البعيدة، الأمر الذي يدل على أن الكون المبكر كان أكثر تنظيما مقارنة بالكون الحالي وكان يمتلك محورا معقدا للدوران يؤثر على توزع المادة وتشكل المجرات.
وقال شامير:" في حال امتلك الكون محورا للدوران فإنه لا يشبه محور دوران الأرجوحة الدوارة مثلا ويتألف من عناصر كثيرة. ولكل عنصر انحراف. لكن هذا الأمر بحاجة إلى دراسة لاحقة."
المصدر: تاس