لعلنا شاهدنا الكثير من الأفلام والمسلسلات، التي كانت ولا زالت تتحدث عن الفضاء في الماضي القريب، وحتى في الحاضر، بعضها لم نكن نصدقها، وتحولت اليوم إلى واقع نراه ونعيشه.
فمن يصدق أننا اليوم أصبحنا قادرين، خلال حجر صحي يطال ملايين ومليارات البشر حول العالم، أن نتواصل، ونتفاعل، ونؤدي الكثير من الوظائف عبر الإنترنت، وعبر الاجتماعات الافتراضية، وتقنيات التواصل الاجتماعي باختلاف مآربها ووظائفها ودقة نقلها للمعلومات والمعارف وحتى الانطباعات الشخصية. إنها أشياء لم نكن نصدقها حتى منذ عشر سنوات مضت.
يشغل ليتفاك منصب مدير مختبر الأشعة النيوترونية وأشعة غاما بقسم الكواكب النووية التابع لأكاديمية العلوم الروسية. وقد أدلى بتصريحاته لوكالة نوفوستي في إطار حوار مطول حول إمكانية الإنسان وقدراته في سبر أغوار كواكب أخرى بعيدا عن كوكب الأرض.
- ترى هل آن الأوان حقا كي تفكر البشرية في المستقبل، وفي فرصها للبقاء على قيد الحياة، بالانتقال من الأرض إلى كواكب أخرى، من بينها المريخ؟
- وهل تستطيع البشرية في يوم من الأيام سبر أغوار الكوكب، وجعل الظروف فيه قريبة من ظروف الأرض؟
يؤكد ليتفاك على ضرورة أن يبدأ الإنسان في التفكير جديا في سبر أغوار الكواكب، والبحث عن مأوى آخر للبشرية، بغرض الحفاظ على الحضارة البشرية. وعلى الرغم من أن المحاولات الأولى لإعمار كوكب المريخ قد تكون قريبة نسبيا، إلا أن تعديل الكوكب، وإعداده للحياة البشرية هو مستقبل بعيد جدا، ومع التقنيات الحالية، فالأمر من رابع المستحيلات من حيث المبدأ، إلا أن ذلك لا يمنع الخيال من التفكير بهذا الموضوع.
وتابع ليتفاك: "من وجهة نظر كارثة عالمية، إذا تمكن البشر من إنشاء حياة على كوكب المريخ، فإن ذلك يعني، نظريا، نجاة جزء من الحضارة البشرية".
وأضاف، "ولكن في حال حدوث اضطرابات في الجاذبية، نتيجة إعادة ترتيب مدارات كوكب المشتري، فيمكن أن تنجذب إلى داخل النظام الشمسي، أجسام من حزام الكويكبات، ستكون مثل الشظايا ستقطع كل شيء في طريقها، ومن المحتمل جدا سقوطها ليس فقط على الأرض، بل وعلى كوكب المريخ أيضا".
ووفقا للعالم الروسي، فإن ما يهدد بفناء البشرية حقا، هو انطفاء الشمس. فالبشرية لن تنجو، إذا كانت حينها لا تزال موجودة، حتى إذا كانت على كوكب المريخ. لأن المسألة تشمل النظام الشمسي بأكمله.
المصدر: نوفوستي