وهذه الرياح هي السبب الرئيسي لما يسمى العواصف الشمسية، وهي الاضطرابات في الحقول المغناطيسية الطبيعية للأرض.
وعادة ما يتم التصدي لهذه العواصف الشمسية الأضعف في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، لكن الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية تشعر بتأثيرها، فيما يمكن للعواصف الشمسية الكبرى أن تضر بشبكات الطاقة وتتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وتؤدي إلى ظهور أضواء الشمال المعروفة بالشفق القطبي.
ومع ذلك، هناك ثغرات طفيفة في دروع الأرض تسمح للرياح الشمسية الضعيفة باختراق دفاعات الكوكب، ووفقا لوكالة ناسا، فإن أضعف منطقتي الغلاف المغناطيسي للأرض تقعان فوق المناطق القطبية.
وقال مارك كوندي، من جامعة ألاسكا في فيربانكس: "معظم الأرض محمية من الرياح الشمسية، لكن بالقرب من القطبين، في منتصف النهار، يصبح مجالنا المغناطيسي بمثابة مدخل يمكن للرياح الشمسية أن تصل من خلاله إلى الغلاف الجوي". وأطلق العلماء على هذا المدخل المغناطيسي اسم الشرفات القطبية.
وعندما تنساب الرياح الشمسية عبر هذه الممرات ونحو الكوكب، يمكنها قطع الإشارات اللاسلكية وتعطيل عمليات نظام التموضع العالمي GPS والأقمار الصناعية.
وحذرت وكالة الفضاء الأوروبية مؤخرا من أن تقنية الأرض لا تنجو من تأثير النشاط الشمسي، وأن الانفجارات التي لا يمكن التنبؤ بها للرياح الشمسية والعواصف والطقس الفضائي لديها احتمال "لتعطيل وحتى تدمير البنية التحتية في الفضاء وعلى الأرض".
وتسير الرياح الشمسية البطيئة نحو كوكبنا بسرعة 1.7 مليون ميل في الساعة، ويعتقد علماء الفلك أن هذه الرياح البطيئة تهرب من الشمس حول خط الاستواء. أما الرياح الشمسية الأسرع فتتدفق نحو الأرض من داخل الشمس، من خلال الثقوب في هالة النجم.
وفي كلتا الحالتين، تكون الرياح الشمسية عبارة عن مزيج من البروتونات والإلكترونات المشحونة بعناصر أثقل أخرى، مثل الأكسجين والهيليوم.
وعندما تضرب الرياح الشمسية كوكبنا، فإنها يمكن أن تحدث فوضى في الغلاف الجوي، وقالت وكالة ناسا: "يعتمد مجتمعنا الحديث على مجموعة متنوعة من التقنيات المعرضة لظواهر الطقس الفضائي، حيث أن التيارات الكهربائية القوية المدفوعة على طول سطح الأرض خلال أحداث الشفق، تعطل شبكات الطاقة الكهربائية وتساهم في تآكل أنابيب النفط والغاز".
وتابعت: "تتداخل التغييرات في الغلاف المتأين أثناء العواصف المغناطيسية الأرضية مع الاتصالات اللاسلكية عالية التردد والملاحة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)".
وفي محاولة لفهم أفضل لتأثير التكنولوجيا على هذه الظواهر الشمسية، أطلقت ناسا ثلاث بعثات إلى أعتاب القطب الشمالي، جميعها جزء من مبادرة التحدي الكبير Cusp، التي تتضمن تسع مهمات صاروخية مصممة لاستكشاف الممرات المغناطيسية.
المصدر: إكسبرس