ويعتمد هذا النموذج على قياسات المسافات الطويلة للإشعاع الذي خلفه الانفجار العظيم الذي شكل الكون قبل 13.8 مليار سنة.
ومع ذلك، وجد علماء الفيزياء الذين يلاحظون الضوء عن قرب، عددا من الظواهر التي تعد دليلا على معدلات مختلفة وأسرع من التوسع الكوني.
وتضاف هذه النتائج الحديثة، المأخوذة من قياسات ثلاث مجرات ساطعة تسمى "الكوازارات" أو "النجوم الزائفة"، إلى المخاوف القائلة بأن هناك حاجة ملحة لفيزياء جديدة قادرة على تفسير هذه الاختلافات والتناقضات.
وأجرى الفيزيائيان جيف تشن وكريس فاسناخت من جامعة كاليفورنيا في ديفيس وزملاؤهما، قياسات لثلاثة كوازارات بعدسة الجاذبية التثاقلية ( في علم الفلك الفيزيائي عدسة الجاذبية هي تأثير جاذبية المادة).
وهذه المجرات شديدة السطوع والنشاط والبعيدة تحتوي ثقوبا سوداء هائلة الحجم تنبعث منها غالبا تيارات هائلة من مادة شديدة التسارع.
ولدراسة الأنظمة الثلاثة، استخدموا كلا من تلسكوب هابل الفضائي ونظام البصريات التكيفية التابع لمرصد كيك في هاواي.
ويكتشف الفلكيون عادة، الكوازارات البعيدة، باستخدام مجرات ضخمة تقع بالقرب من الأرض كنوع من "العدسة المكبرة"، وتخضع قياسات الكوازارات البعيدة لما يعرف باسم "ثبات هابل" (Hubble Constant )، وهي خاصية كونية تساعد الفيزيائيين على حساب معدل تمدد الكون، عن طريق "عدسة الجاذبية"، وهي طريقة تمكن من قياس تغيرات سطوع المجرات عند عبور ضوئها أحد عدسات الجاذبية. وعند تغير سطوع المجرة المصدرة للضوء فإن هذا يغير أيضا من الصور التي يحصل عليها المشاهد. ومن معرفة هذا التغير في درجة السطوع يمكن حساب المسافة بيننا وبين المجرة المصدرة للضوء، وبالتالي يمكن تحديد معدل تمدد الكون.
وعلى الرغم من أن الجمع بين مصدري البيانات (تلسكوب هابل ونظام البصريات التكيفية التابع لمرصد كيك)، أعطى نتائج أكثر دقة لقياسات الكون، إلا أن النتائج تتعارض مع النموذج القياسي لعلم الكونيات، والتي تشير إلى أن الكون بدأ في التوسع بسرعة، ثم تباطأ بفضل جاذبية ما يسمى بالمادة المظلمة، قبل أن يتسارع أخيرا مرة أخرى بفضل القوة الغامضة للطاقة المظلمة.
وتضاف هذه الدراسة الجديدة إلى مجموعة متزايدة من الدراسات التي تكشف أن معدلات تمدد الكون أسرع مما هو متوقع بالفعل.
المصدر: ديلي ميل