ووقعت مجموعة من الحوادث تتعلق برحلة "أبولو 11" المأهولة نحو القمر، إلا أن جميعها لم تثن رواد الفضاء عن الوصول إلى القمر وصنع التاريخ، ومن بين تلك الحوادث:
1- احتراق "أبولو 1":
في 27 يناير 1967، اشتعلت النيران في وحدة قيادة "أبولو 1" في منتصف اختبار الإطلاق، وتوفي رواد الفضاء الثلاثة الذين كانوا داخل الوحدة، خلال الحريق.
ووجد التحقيق لاحقا، أن شرارة طائشة، من المحتمل أن تكون ناجمة عن الأسلاك التالفة، أشعلت النار، حيث أن بيئة الأكسجين النقي القابلة للاشتعال تغذي الحريق
وكشف مؤرخ الفضاء الأمريكي ومؤسس collectSpace، روبرت بيرلمان: "هدد الحريق مهمة أبولو 11 وجعلها ممكنة في آن واحد"، حيث أعاق الحادث البرنامج لمدة عام، وأعطى وكالة "ناسا" فرصة للتراجع وإعادة التفكير في أولوياتها.
ودفع الحادث وكالة الفضاء الأمريكية إلى إعادة تصميم باب الخروج الذي كان سببا في عدم قدرة رواد "أبولو 1" على الخروج من وحدة القيادة، وسنّت تدابير أخرى للسلامة والتي ضمنت أن مهمة "أبولو 11" لن تواجه عقبات مماثلة في الفضاء.
2- نيل آرمسترونغ شارف على الموت:
كاد آرمسترونغ، وهو أول من وطأ سطح القمر، أن يفقد حياته قبل نحو عام تقريبا من إطلاق مهمة "أبولو 11" في يوليو 1969، حيث أنه في السادس من مايو 1968، كان يقود مركبة الأبحاث التي ستهبط على القمر، وهي مركبة تهدف إلى محاكاة هبوط القمر، وأثناء الرحلة، في هيوستن، أدى تسرب الوقود إلى فشل تام في ضوابط الطيران.
وبينما كانت المركبة متجهة نحو الأرض، أخرج آرمسترونغ نفسه منها واستخدم المظلات ليسقط على الأرض من ارتفاع يقارب 9 أمتار، بينما انفجرت المركبة مشكلة كرة نارية أثناء اصطدامها بالأرض، ونجا آرمسترونغ من موت محتم قبل بضع ثوان.
3- انخفاض الوقود:
عندما اقترب رواد "أبولو 11" من القمر، كان لديهم تأخير بسيط تسبب في فقدانهم لمكان الهبوط المحدد في ما يعرف بـ"بحر السكون".
وأدرك آرمسترونغ، قائد المهمة، أن المركبة الفضائية كانت تنزل في منطقة بها فوهات وصخور كبيرة. وقال بيرلمان: "تولى آرمسترونغ التحكم اليدوي وتجاوز حفرة كبيرة وتخطى الصخور لإيجاد منطقة خالية في بحر السكون حيث يمكنهم النزول بأمان".
وفي غضون ذلك، استهلكت المركبة المزيد من الوقود، ما يعني أن هناك احتمالا أن يضطر الرواد إلى إجهاض المهمة، لكن وفقا لبيرلمان، فإن الأمر "أشبه بقيادة سيارة، فانت تعلم أنه عندما تصل إلى الخط الأحمر (نفاد الوقود)، فإنه بإمكانك القيادة نحو 32 كلم، عندما يكون لديك احتياطي".
4- تبديل الكسور:
بعد أن هبط طاقم "أبولو 11" على سطح القمر، وكانوا مرتدين حقائب ظهر خاصة بنظام دعم الحياة، قام الرواد عن طريق الخطأ بقطع الدارة الكهربائية التي تتحكم في القدرة على تشغيل محرك الصعود الذي من شأنه أن يرفع المركبة عن سطح القمر.
وعندما رأى رواد الفضاء الضرر، قاموا بتنبيه مركز التحكم الأرضي، الذي عمل على حل المشكلة بينما ذهب آرمسترونغ وألدرين إلى طريقهما على سطح القمر. ومع ذلك، تمكن ألدرين من إصلاح المشكلة بنفسه بعد أن عادا إلى المركبة، نظرا لأنه مهندس.
المصدر: لايف ساينس