وفي خطاب طارئ كُتب قبل 50 عاما تقريبا للرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، بعنوان "في حال حدوث كارثة القمر"، تحدّث كاتب الخطابات الرئاسية، ويليام سافير، عن الفقد الافتراضي لرواد الفضاء.
وجاء في الفقرة الافتتاحية للخطاب: "لقد حدد القدر أن الرجال الذين سافروا إلى القمر لاستكشافه في سلام، سيظلون على سطحه لترقد أجسادهم هناك بسلام. يدرك هؤلاء الرجال الشجعان أن الأمل في إنقاذهم معدوم. ولكنهم يعلمون أيضا أن تضحياتهم تهب الأمل للبشرية جمعاء".
ووفقا للوثائق، يتطلب الوضع المأساوي المحتمل أن يتصل نيكسون أولا بزوجات رواد الفضاء (وصفن بالأرامل في الخطاب)، للتعبير عن تعازيه قبل أن يخاطب الأمة في كلمته الجاهزة. كما يقول الخطاب إن رجل الدين (القسيس) يجب أن يشرف على "عمليات الدفن"، التي تُقام في البحر، كي ترقد أرواحهم بسلام في أعمق الأعماق، قبل أن يختتم بالصلوات الدينية.
وفي مقابلة أجراها مع Meet the Press، قال سافير: "إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، سيُتخلى عنهم على القمر، ويُتركوا ليموتوا هناك. إما سيتضورون جوعا حتى الموت أو ينتحروا".
وحتى في حال وجود نتيجة كارثية، فإن الخطاب يترك الباب مفتوحا لاستكشاف الفضاء في المستقبل، ما يمهد الطريق للمهام القادمة.
ويقول الخطاب: "أبطالنا هم رجال أساطير من لحم ودم. سيلحقهم آخرون، وحتما، سيجدون طريق العودة إلى الوطن. بحث الإنسان لن يتوقف، ولكن هؤلاء الرجال كانوا الأوائل، وسيظلون كذلك في قلوبنا".
ولحسن الحظ بالنسبة لرواد الفضاء وأحبائهم وأولئك الذين يتطلعون إلى توسيع استكشاف الفضاء، عاد أفراد طاقم البعثة القمرية الثلاثة بأمان، وبدلا من تلاوة الخطاب "الحزين"، تلقى المستكشفون مكالمة هاتفية (متلفزة) لتهنئتهم على إنجازهم التاريخي.
المصدر: ديلي ميل