وعثر العلماء على مركبات تحتوي على السيانيدات وأول أكسيد الكربون والحديد، والتي تقول الأدلة إنها نقلت إلى الأرض عن طريق نيزك غني بالكربون يدعى carbonaceous chondrites، والذي قصف كوكبنا قبل نشوء الحياة عليه.
وسبق أن اكتشفت السيانيدات وأول أكسيد الكربون في النيازك، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على المكونين مرتبطين بالحديد لتشكيل مركبات مستقرة.
ويشير العلماء إلى أن هذا دليل دامغ على أن المركبات كانت موجودة على الأرض قبل أن يتواجد كائن حي وحيد الخلية في المحيط البدائي، وهذا يعني أنهم ربما ساهموا في العملية الغامضة التي جعلت ذلك الكائن الحي يتلاشى على الإطلاق.
ويعتقد أن السيانيد يمكن أن يلعب دورا في إنتاج المركبات العضوية الموجودة في الكائنات الحية، وفي العام الماضي، أظهر العلماء في جامعة هارفارد أن السيانيد يمكنه إنتاج السكريات البسيطة التي تشكل نوكليوتيدات الحمض النووي الريبوزي، وهي لبنات الحياة.
ولمحاولة معرفة من أين جاءت السيانيدات إلى الأرض، ابتكرت عالمة الكيمياء كارين سميث، من جامعة بويز ستيت وفريقها، أساليب تحليلية جديدة لاستخراج وقياس هذا المركب من النيازك القديمة.
وتوصلوا إلى أن مركبات السيانيد وجدت فقط في فئة من النيازك الغنية بالمركبات الكربونية المسماة carbonaceous chondrites، فيما لم تحتو على السيانيد أنواع أخرى من النيازك الخالية من هذا المركب، مثل نيزك من المريخ.
وقال عالم الكيمياء الحيوية مايك كالاهان، من جامعة بويز ستيت: "إن إحدى أكثر الملاحظات إثارة للاهتمام في دراستنا، هي أن هذه المجموعات المصنوعة من السيانيدات وأول أكسيد الكربون والحديد، تشبه أجزاء من المواقع النشطة للهيدروجيناز، والتي تعد هيكلا مميزا للغاية".
ويعرف الهيدروجيناز، بأنه عبارة عن إنزيمات موجودة في معظم أنواع البكتيريا الحديثة والعتائق التي تحطم الهيدروجين، ويعتقد أن الهيدروجيناز يعود تاريخه إلى فجر الحياة، عندما كان الغلاف الجوي للأرض أكثر ثراء بالهيدروجين مما هو عليه الآن.
وتعد المنطقة النشطة داخل الإنزيمات، حيث تحدث التفاعلات الكيميائية، عبارة عن مركبات عضوية صغيرة، وهذا ما يشبه مركبات السيانيد النيزكية، كما قال العلماء.
وعند مقارنة مركبات السيانيد في النيازك الغنية بالمركبات الكربونية carbonaceous chondrites، مع هذه الإنزيمات النشطة في الهيدروجيناز، فإن ذلك يدفع العلماء إلى الاعتقاد بأن مركبات السيانيدات وأول أكسيد الكربون المرتبطة بالحديد، كانت بمثابة مقدمة للمناطق النشطة في الهيدروجيناز وتم دمجها لاحقا في الإنزيمات قبل مليارات السنين.
المصدر: ساينس ألرت