وغالبا ما تكون هذه الثقوب السوداء الهائلة في العديد من المجرات نشطة للغاية ما يعني أن الكثير من المواد تتساقط فيها، وبالتالي تنبعث منها إشعاعات عالية الطاقة خلال عملية "التغذية" هذه.
لكن الثقب الأسود الهائل في مركز درب التبانة والمعروف باسم "منطقة الرامي أ*"، يعد هادئا نسبيا، ويعتقد علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن السبب هو وجود حقل مغناطيسي قوي في مركز درب التبانة، وهو قوي بما يكفي لتقييد الحركات المضطربة للغاز.
وتشرح "ناسا": "إذا كان الحقل المغناطيسي يوجه الغاز بحيث يتدفق إلى الثقب الأسود نفسه، فإن الأخير يكون نشطا، لأنه يبتلع الكثير من الغاز، ومع ذلك، إذا قام الحقل المغناطيسي بتوجيه الغاز بحيث يتدفق إلى مدار حول الثقب الأسود، فإن الأخير يكون هادئا لأنه لا يبتلع أي غاز يمكن أن يشكّل نجوما جديدة في نهاية المطاف".
واستخدم علماء "ناسا" أداة جديدة تعرف باسم كاميرا النطاق العريض المحمولة عالية الدقة (HAWC+)، لتصوير هذا المجال المغناطيسي لأول مرة.
وهذه الحقول المغناطيسية هي قوى غير مرئية، لذلك لا يمكن تصويرها مباشرة، لكن أداة HAWC+ يمكنها اكتشاف ضوء الأشعة تحت الحمراء المنبعث من حبيبات الغبار السماوي. وهذه الحبوب تصطف عموديا مع المجالات المغناطيسية.
ومن خلال هذه النتائج، يمكن للعلماء رسم شكل الحقل المغناطيسي غير المرئي وغير ذلك، وأن يساعدوا في تحديد قوة الطبيعة الأساسية هذه.
وقال دارين داول، العالم في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا"، والباحث الرئيسي عن أداة HAWC+، والمؤلف الأساسي للدراسة: "الشكل اللولبي للحقل المغناطيسي يحول الغاز إلى مدار حول الثقب الأسود، وهذا يمكن أن يفسر لماذا الثقب الأسود في مجرتنا هادئ في حين أن البعض الآخر نشط."
المصدر: ميرور