وباستخدام البيانات التي حصلت عليها مركبة "كاسيني" التابعة لناسا، طوال 13 عاما أمضتها في دراسة كوكب زحل، قبل إنهاء مهمتها بانتحارها على سطح الكوكب عام 2017، وجد العلماء أن النظام الهيدرولوجي على تيتان متنوع مثل دورة المياه على الأرض، حيث تدوم بعض البحيرات آلاف السنين وبعضها الآخر مجرد مواسم.
ويعد قمر تيتان وكوكب الأرض، المكانين الوحيدين في النظام الشمسي اللذين يحتويان على أجسام سائلة ثابتة على السطح.
وعلى عكس الأرض، يمتلك تيتان بحيرات قطبية وبحارا لا تتكون من الماء بل من الهيدروكربونات، وهي مركبات الهيدروجين والكربون مثل المكونات الرئيسة للبترول والغاز الطبيعي، وذلك لأن درجة حرارة النهار في تيتان تبلغ في المتوسط -180 درجة مئوية.
وعلى الرغم من أنه سبق وأن درس العلماء بحار الميثان على سطح تيتان، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد عمق البحيرات، حيث وجد العلماء أنها يمكن أن تصل إلى أعماق تزيد عن 100 متر.
ويعتقد العلماء أن البحيرات تتشكل عندما تتحلل الطبقة الصخرية المحيطة بالكيماويات وتنهار، وهي عملية تحدث مع نوع معين من البحيرات على الأرض.
ووصف العلماء أيضا "البحيرات الوهمية" التي ظهرت خلال فصل الشتاء على أنها برك واسعة ولكنها ضحلة، لكنها تتبخر أو يتم تصريفها إلى السطح بحلول فصل الربيع، وهي عملية تستغرق سبع سنوات على تيتان.
ومثلت هذه النتائج دليلا إضافيا على الدورة الهيدرولوجية للقمر تيتان، حيث تمطر الهيدروكربونات السائلة من السحب، وتتدفق عبر سطحه وتتبخر مرة أخرى نحو السماء. وهذا مشابه لدورة مياه الأرض.
وبسبب كيمياء تايتان المعقدة وبيئته المتميزة، يعتقد العلماء أنه يمكن أن يحتضن الحياة، لا سيما في محيطه تحت سطح الماء، ولكن ربما في الأجسام السطحية للهيدروكربونات السائلة.
وقال ماركو ماستروجيوسيبي، عالم الكواكب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "تيتان جسم رائع للغاية في النظام الشمسي وفي كل مرة ننظر فيها بعناية إلى البيانات نجد شيئا جديدا".
ويعد تيتان، الذي يبلغ قطره 5150 كلم، ثاني أكبر قمر في النظام الشمسي، يأتي بعد قمر كوكب المشتري غانيميد.
ويقول شانون ماكنزي، عالم الكواكب في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز: "تيتان هو أكثر الأجسام شبها بالأرض في النظام الشمسي. فهو يحتوي على بحيرات وأودية وأنهار وحقول من جزيئات الرمل العضوية بنفس حجم حبيبات رمل السيليكا على الأرض".
المصدر: ميرور