لكن يبدو أن "ناسا" قد تحتاج إلى نوع مختلف من رواد الفضاء خلال مهمتها المأهولة نحو المريخ، حيث أنها ستحتاج إلى "مهرج" لكي تكون رحلتها ناجحة.
ووفقا لأبحاث وكالة الفضاء الأمريكية، فإن روح الدعابة ستكون حيوية لأي فريق ليحافظ على الروح المعنوية الإيجابية، خلال الرحلة التي ستستمر عامين على الكوكب الأحمر، والتي قد تحدث في عام 2030.
وسيتم اختبار دور المهرج في عمليات المحاكاة التي تقوم بها ناسا في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس.
ويقوم جيفري جونسون، أستاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة فلوريدا، بتقديم المشورة لوكالة ناسا ضمن مشروع نظام المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري "Human Exploration Research Analog" أو اختصارا "HERA"، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.
وقال جونسون خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، حول "بناء فريق الفوز للبعثات إلى المريخ": "المجموعات تعمل بشكل أفضل عندما يكون هناك شخص يأخذ دور المهرج"، مضيفا: "هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم قدرة على جذب الجميع وسد الثغرات عندما تظهر التوترات، ورفع الروح المعنوية".
وتابع جونسون: "عندما تعيش مع آخرين في مكان ضيق لفترة طويلة من الزمن، كما هو الحال في مهمة المريخ، من المرجح أن تتصاعد التوترات، لذلك، فإن وجود شخص يمكنه أن يساعد الجميع على التعايش، يعد أمرا حيويا، حتى يتمكنوا من القيام بوظائفهم والوصول إلى هناك والعودة بأمان، إنها مهمة حرجة".
لكنه أوضح أن "الكوميديا المضحكة لن تكون كافية لإتمام وظيفة محددة، فهم بحاجة لأن يكونوا علماء ومهندسين ممتازين، وأن يكونوا قادرين على اجتياز نظام تدريب صارم".
ولإثبات نظريته، درس البروفيسور جونسون مجموعات معزولة من الناس في البيئات القاسية، كالمستكشفين الروس والصينيين والبولنديين المقيمين في أنتاركتيكا. ونظر أيضا في الأمثلة التاريخية، واستنتج، على سبيل المثال، أن السبب وراء نجاح المستكشف النرويجي رولد أموندسن وفشل الكابتن سكوت في الوصول إلى القطب الجنوبي، هو أن النرويجيين كانت لديهم شخصية مرحة بمثابة "مهرج" ضمن فريقهم.
وقال البروفيسور جونسون أن أموندسن "كان لديه طباخ اسمه أدولف ليندستروم. وصفه الناس بأنه شخص مضحك وكان مرحا جدا وسعيدا وفنانا، وهو ما حافظ على الروح المرحة ضمن الفريق".
المصدر: ديلي ميل