لن ينسى كالويف تلك الأيام القاتمة، حينما سمع عام 2002 نبأ سقوط طائرة الركاب "تو-154" إثر اصطدامها بطائرة نقل من طراز "بوينغ" فوق بحيرة بودن في الأجواء الألمانية، والتي حملت على متنها زوجته وطفليه، ضمن 71 راكبا.
لا يدري كيف كانت تمر تلك الأيام والليالي، بل إنه لم يعد يعرف الليل من النهار والصيف من الشتاء، ولم يتبق من حياته سوى هدف وحيد، هو العثور على مراقب الحركة الجوية، بيتر نيلسن، التابع لشركة "سكاي غايد" الذي تسبب إهماله في الحادث المروع.
مر عامان، وتمكن بعدهما كالويف من العثور على المراقب الدنماركي، وواجهه بصورة زوجته وابنه وابنته الذين قضوا في الحادث.
وحينما تجاهله نيلسن، لم يدرك كالويف ما فعله آنذاك، لكنه ارتكب جريمة قتل مروعة هي الأخرى، وقتل بيتر نيلسن الدنماركي في فبراير 2004، وأصدرت محكمة زوريخ السويسرية، في أكتوبر عام 2005، حكما بالسجن على كالويف لمدة 8 أعوام، بعد أن اعترف جزئيا بذنبه، حيث ذكر أنه واجه نيلسن بصور زوجته وطفليه، وحينما تجاهله الأخير وسقطت الصور على الأرض، لا يتذكر ما حدث عند تلك اللحظة.
خفض الحكم الذي صدر بحق كالويف إلى 5 أعوام و3 أشهر لحسن السير والسلوك. ثم أصدرت المحكمة قرارا بالإفراج عنه قبل الموعد المحدد، ليبدأ حياة جديدة، حيث أنجبت زوجة، فيتالي كالويف، ابنا وابنة، في 25 ديسمبر الجاري، بينما صرح الأب البالغ من العمر 62 عاما في حديث أدلى به للقناة التلفزيونية الروسية الخامسة بأنه لم يطلق بعد على التوأمين اسميْن.
وأصبحت قصة كالويف المأساوية أساسا لرواية "الاصطدام" التي صدرت، في أبريل عام 2017، حيث روى الرجل فرضيته لما حدث. كما اقتبست هوليوود فيلم "العواقب" الدرامي من بطولة آرنولد شوارتزنيغر، استنادا لقصته، وعرض في روسيا فيلم "دون عفو" المستند أيضا إلى نفس القصة.
المصدر: نوفوستي