وعندما تنشر أقسام الشرطة صورة المشتبه به وتعلن عن أنه مطلوب للعدالة، فإنها تأمل في أن يتمكن الجمهور من المساعدة في القبض عليه، لكن لا أحد منهم يتوقع أن يستجيب الهارب بنفسه للنداء.
وهذا ما حدث بالتحديد في ولاية واشنطن، يوم الأربعاء الماضي، عندما نشرت إدارة شرطة ريتشلاند صورة للمشتبه به مرفقة بتعليق كتب عليه "مطلوب الأربعاء".
وقد حقق هذا الإعلان انتشارا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد رد المشتبه به على إعلان الشرطة، عبر تعليق طلب فيه منهم "الهدوء" لأنه سيسلم نفسه قريبا.
وقد حظي التعليق بتفاعل كبير، وبدأ قسم الشرطة يتبادل التعليقات مع المشتبه به، حتى أن رجال الشرطة تطوّعوا بفريق خاص لاصطحابه في حال واجه صعوبة في الوصول إليهم.
وأجاب المشتبه به، أنطوني، البالغ من العمر 38 عاما، بتعليق: "شكرا لكم، ساحاول أن أنهي أموري لأني سأبقى هناك (في السجن) لمدة شهر، وسأحضر في غضون الـ24 ساعة القادمة".
لكنه لم يفي بوعده ولم يحضر إلى قسم الشرطة، حيث مر يومان ولم يظهر بعد، وعندما سأل مستخدمو فيسبوك المتفاعلين مع هذه الحالة الطريفة، إذا سلم أنطوني نفسه أم لا، أجاب رجال الشرطة أنه "لم يفعل ذلك".
وعاد المشتبه به مجددا للظهور، مخاطبا قسم شرطة ريتشلاند: "أعزائي في قسم الشرطة، إنه خطأي في عدم الالتزام، أعتذر لتعطيلكم"، ووعد بتسليم نفسه مجددا.
وأضاف: "من الواضح أن لدي مشكلات متعلقة بالالتزام، أعتذر عن تعطيلكم، سأكون هناك في موعد لا يتجاوز يوم غد، أعلم أنه ليس لديكم سبب للوثوق بي بعد ما فعلته، لكنني أعدكم بأنه إذا لم أقم بذلك بمفردي في وقت الغداء غدا، فسأدعوكم لمساعدتي في حل مشكلة الالتزام".
وشكر أنطوني رجال الشرطة قائلا إنهم منحوه المزيد من الفرص بصبرهم، "وأعلم أنني لا أستحق ذلك".
ويبدو أن كلمات المشتبه به تلك، كان لها أثر كبير على رجال الشرطة، حيث مرت أربعة أيام ولم يظهر أنطوني، مما دفع قسم شرطة ريتشلاند إلى كتابة رسالة أخرى له تقول: "عزيزي أنطوني، لقد أعلنّا الأربعاء الماضي أنك مطلوب، وأجبت بأنك ستسلم نفسك، ومرّت عطلة نهاية الأسبوع، وقد بدأنا نعتقد بانك لن تأتي، يرجي أن تتصل بنا في أي وقت وسوف نأتي إليك".
وفي هذا الوقت، أوفى أنطوني بوعده، وسلم نفسه في 4 ديسمبر في تمام الساعة 3:29 مساء بالتوقيت المحلي، ولكنه قبل تسليم نفسه، أكد المشتبه به وفاءه بوعده عبر تعليق على منشور قسم الشرطة عبر فيسبوك، عندما نشر صورة سيلفي لنفسه وعلق عليها: "أنا هنا من أجلي موعدنا أعزائي".
المصدر: RT