وصرح عالم الأنثروبولوجيا، ت. بانديت، عقب زياراته المتكررة إلى الجزيرة التي تعيش عليها القبيلة البدائية، بأن أفرادها لا يحملون أي حقد أو كره للعالم الخارجي، وبأن القبيلة محبة للسلام، وكذلك أن حادثة قتل الصحفي كانت استثناء نادرا.
وزار العالم الجزيرة أول مرة، في عام 1967، ضمن بعثة علمية تهدف إلى التواصل مع القبيلة البدائية، إلا أن أفرادها اختبأوا داخل الغابة في أول رحلة استكشافية للبعثة.
وأشار العالم إلى أن أفراد القبيلة عمدوا إلى تهديده مع زملائه عند نزولهم على الجزيرة ثاني وثالث مرة، لكنهم لم يحاولوا قتل رجال البعثة العلمية أو إلحاق الضرر بهم مباشرة.
وكانت البعثة العلمية تحمل معها الكثير من الهدايا عند القيام بأي زيارة للجزيرة، من جوز هند وأدوات معدنية وغيرها، في حين تمنع أفراد القبيلة عن أخذ الهدايا في كل مرة.
ومع تكرار محاولات التواصل لأكثر من 20 عاما، نجح العالم بانديت وفريقه في نهاية المطاف بتحقيق أول تواصل سلمي لهم مع أفراد القبيلة، عام 1991.
يذكر حينها أن أفراد القبيلة ظهروا على الشاطئ بسلوك مسالم، دون التهديد باستخدام رماحهم وأسهمهم الحادة، لكنهم لم يسمحوا لرجال البعثة بالاقتراب من شاطئ الجزيرة، فجرى التواصل في مياه البحر الضحلة، على بعد أمتار معدودة من اليابسة.
وفعلا، نجح رجال البعثة في التواصل لأول مرة مع أفراد القبيلة، باستخدام لغة الإشارة، بل حتى أنهم قاموا بمصافحة أفراد القبيلة وتقديم هدايا جديدة لهم.
وبناء على تجربته الشخصية والفريدة، أكد العالم الهندي أن القبائل المنعزلة لا تسعى لعداء ومهاجمة القادمين من "العالم الخارجي"، إلا أنها لا تحب أن يشاركها أحد في جزرها الخاصة التي عاشت عليها عشرات آلاف السنين، وتفضل البقاء وحدها.
وختم بانديت حديثه مؤكدا أن على البشر احترام رغبة الـ "سينتينيليس" وتركهم وشأنهم بسلام.
المصدر: BBC News