ويقول الأستاذان إن الأعمال العلمية المبكرة كانت مدفوعة بالاعتقاد في الله، وأن التخصصين لا يزالان يغنيان بعضهما بعضا.
كما يعتقدان أن العلوم قد تقدم إجابات على الأسئلة التي طرحت في السابق، ضمن التقاليد الدينية، موضحة أن هذين النظامين يكملان بعضهما بقدر ما يتعارضان.
وفي كتابه "الإيمان مقابل الحقيقة" الذي صدر في عام 2015، أطلق عالم الأحياء، جيري كوين، أحد هجماته الكثيرة على الدين باسم العلم، وكتب قائلا: "العلم والدين غير متوافقين تماما".
وكانت هذه الأنواع من العموميات شائعة جدا على مر السنين، وغالبا ما عززت الافتراض القائل: إن العلم والدين في حرب لا مفر منها.
ومع ذلك، يجب أن نسأل ما إذا كان هذا الافتراض يمكن أن ينصف التنوع الكبير في الطرق، التي تم بها فهم العلاقة بين العلم والدين.
ومع وجود العديد من العلوم والأديان، يمكن القول إن ابتكارا علميا إشكاليا لأحد التقاليد الدينية، يمكن أن يكون غير ذي صلة بتقليد ديني آخر، كما يمكن أن يشكل أحد العلوم تهديدا للمعتقدات الدينية، دون غيره من البحوث العلمية.
ويقول المؤرخ، نوح يوفال هراري، في كتابه "Sapiens"، لا يمكن أن تزدهر البحوث العلمية إلا في تحالف مع الدين أو الإيديولوجية.
ولأن العلم والدين يمكن أن يكملا بعضهما بعضا، فإن قصة العلاقة المتبادلة معقدة نسبيا.
وبالنظر إلى التاريخ، سنجد بالتأكيد العديد من المناسبات الموثقة لوجود صراع بين العلم والدين، ومن بينها رفض المعجزات من قبل أولئك الذين يعتقدون أن الطبيعة مرتبطة بقوانين طبيعية غير قابلة للكسر.
وفي القرن السابع عشر، كانت الأدوات العلمية، مثل التلسكوب والميكروسكوب، تصورا لطريقة عكس آثار سقوط آدم من الجنة، وتم ابتكار الأساليب والأدوات العلمية كوسيلة لتحسين الأضرار، التي تلحق بالقدرات الإدراكية البشرية والأجهزة الحسية، التي يعتقد أنها تسببت في الخطايا البشرية، وفقا للعلماء.
تجدر الإشارة إلى أن الأعمال الرئيسية الأولى للتاريخ الطبيعي، التي شددت على الصلات الوطيدة بين الكائنات الحية وبيئاتها، كانت مدفوعة في جزء كبير منها بالاعتقاد بأن الله خلق الحيوانات والنباتات ضمن الأنظمة البيئية المناسبة لها.
ومع مصادر السلطة المختلفة، فإن احتمال التوتر والتباعد وحتى العداء بين ممثلي المجتمعات العلمية والدينية، سيكون موجودا على الدوام، ولكن هذه الحرب ليست حتمية، على الرغم من أن العديد من المتدينين غير مبالين بالعلوم.
المصدر: ديلي ميل