وتتعرض فتيات كثر حول العالم لهذه الممارسة التي يعتقد بأنها تساعد النساء على الحفاظ على عذريتهن ووفائهن لأزواجهن، وينظر إليها كعملية ضرورية للحفاظ على شرف الأسرة.
ووفقا للإحصاءات، يبلغ عدد اللواتي يعانين من الختان نحو 200 مليون فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم، ويعتقد بأن العدد في إفريقيا وحدها، يبلغ 3 ملايين فتاة كل عام.
ومن المعروف أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية سائد في حوالي 30 بلدا من بينها كردستان العراق وإندونيسيا والصومال وجيبوتي وغينيا، وهناك أدلة متزايدة على وجودها في العديد من البلدان الآسيوية والشرق أوسطية أكثر مما كان يعتقد سابقا، وتظهر أيضا في البلدان الصناعية بين بعض السكان المهاجرين.
والجدير بالذكر أن هناك أنواعا عدة من ختان الإناث، وعادة ما تنطوي الطقوس على الإزالة الجزئية أو الكلية للأعضاء التناسلية الخارجية بما في ذلك البظر. ويمكن أيضا أن تخضع الإناث لخياطة فتحة المهبل، وغيرها من إجراءات قطع وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
ويتم ختان الإناث في الغالب بين سن الرضاعة و15 عاما، وتنظم النساء في الأسرة هذه العملية، وعادة ما تنفذ باستخدام أدوات تقليدية مثل شفرات الحلاقة أو السكاكين.
والجدير بالذكر أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عادة تمارسها المجتمعات المختلفة بغض النظر عن المعتقد أو الديانة السائدة، وغالبا ما يعتقد الناس أن الختان هو أحد المتطلبات الدينية، إلا أنه لم يذكر في الكتب السماوية.
ويؤدي ختان الإناث إلى الألم المزمن ومشاكل الدورة الشهرية والتهابات المسالك البولية المتكررة والعقم، وقد تعاني بعض الفتيات من النزيف حتى الموت أو الموت الناتج عن الالتهابات، كما يمكن أيضا أن يسبب مضاعفات الولادة القاتلة في وقت لاحق من الحياة. وارتبط ختان الإناث باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى.
وحُظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في معظم البلدان الإفريقية المتأثرة بهذه الممارسة، لكن إنفاذ القانون عادة ما يكون ضعيفا، كما أن المحاكمات نادرة. فيما تعد هذه الممارسة قانونية في كل من مالي وسيراليون والسودان.
وفي حالة تعكس المعاناة بسبب هذه الممارسة، تعرضت خديجة (25 عاما)، إلى استئصال البظر وخياطة المهبل عندما كانت في السابعة من عمرها، لتواجه حياة مليئة بالألم، مع العلم أن 9 من كل 10 إناث يخضعن لعمليات الختان وتشويه الأعضاء التناسلية في منطقة عفار الصحراوية في إثيوبيا، والتي تنتمي إليها خديجة.
وكشفت خديجة لوكالة "أسوشييتد برس"، أنها لم تتمكن في البداية من تحمل الألم لفترة طويلة بسبب البول، ثم تفاقم الألم بسبب الحيض حيث كانت فتحة المهبل صغيرة للغاية، وازداد الألم أكثر فأكثر بعد زواجها، نتيجة لصعوبة العلاقة الحميمية مع زوجها بسبب التشوه الذي تعرضت له خلال الطفولة.
المصدر: أسوشييتد برس + رويترز
فادية سنداسني