- الإدراك الاختياري
هذا الخطأ يجعلنا نجنح إلى تجاهل أو تناسي وجهات النظر التي تختلف مع آرائنا. على سبيل المثال، إذا كنت مدخنا أو محبا لكرة القدم، فأنت على استعداد لتجاهل إعلان عن حملة لمكافحة التدخين، لكنك بالتأكيد سوف تلتفت لإعلان عن مباراة لكرة القدم.
أنت تتعامل مع ظواهر التدخين وكرة القدم على نحو إيجابي، ولست على استعداد لسماع رأي سلبي عما تظنه إيجابيا، عقلك يساعدك على تصور العالم وفقا لما يختاره إدراكك. كل شيء يعتمد على الزاوية التي تنظر من خلالها.
- ظاهرة التلازم
في تكوين رأي عن قضية ما، كثيرا ما نلتزم بالمعلومات الأولية التي تلقيناها بهذا الصدد، بصرف النظر عما إذا كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا.. كاملة أم منقوصة. المعرفة الأولية، الانطباع الأول يحدد بشكل كبير رأينا عن القضية.
نذهب لشراء سيارة، فيقول البائع أي ثمن عشوائي وليكن 30 ألفا.. وحينما نذهب بعد أسبوع ويقول لنا أن سعرها قد أصبح 20 ألفا، نظن أننا تمكنا من الحصول على عرض مغر للغاية، على الرغم من أن أيا من الرقمين قد لا يمثل حقيقة ثمن السيارة.
- خطأ تصديق المعلومة المتاحة
عادة ما يبالغ الإنسان في المعلومات التي يحوزها، دون أن يكون لديه القدرة على مقارنتها، أو وزنها، أو إدراك معناها الحقيقي.
على سبيل المثال، نعتبر أن الإرهاب هو التهديد الأكبر للمجتمع، لأن التليفزيون ينقل لنا باستمرار أنباء عن وقوع تفجيرات إرهابية حول العالم. لكننا لا نعرف مثلا أن ضحايا وقوع التلفاز على رأس الإنسان يسبب موت عدد أكبر بـ 55 ضعفا عن ضحايا العمليات الإرهابية، كذلك فإن عدد ضحايا وقوع ثمرة جوز الهند، أو عدد من يموتون ضحايا لعنف الأجهزة الأمنية يمكن أن يصل إلى 130 ضعف لضحايا العمليات الإرهابية.
الناس تصدق معلومات وسائل الإعلام، والإرهاب يحقق مشاهدة أعلى عما تحققه حادثة وقوع ثمرة جوز الهند على رأس إنسان! هذا كل ما هنالك.
- ظاهرة التقليد
نؤمن بشيء لأن جميع من حولنا يصدقونه، دون أن نفكر في مضمونه. هناك العديد من القرارات التي نتخذها رغبة منا في أن نصبح جزءا من الأغلبية. كثير من خبراء الإعلانات يحاولون إقناعنا بأن فلان الأصلح لاختياره للبرلمان، لأن شعبيته أكبر، أو أن السلعة الفلانية تستخدمها "86%" من النساء.
لكن.. ألا تخدعنا الإعلانات بهدف الربح؟
ما يسببه هذا الخطأ هو التفكير الجمعي والعقلية الجمعية.
- خطأ الدفاع عن الاختيار
الإنسان يجنح إلى الدفاع عن الاختيار الذي يتحول لقرار واقع حتى آخر رمق، بمعنى أن القرار سليم طالما نفذ. على سبيل المثال، قمت بشراء حاسوب آلي ذو نظام تشغيل لشركة مشهورة.
في هذه اللحظة أنت تبحث عن الأخطاء الموجودة في أنظمة التشغيل للشركات المنافسة، وتدافع عن نظام التشغيل الذي اشتريته، لأن ذلك يجعل منك مخطئا في اختيارك، وأنت تدافع عن اختيارك.
كلبك رائع لأنه كلبك، الجميع يرى عيوبه سواك.
- التأكد المسبق
دائما ما نهتم بالمعلومات التي سبق لنا التعرف عليها، أو نفسر المعلومات الجديدة على نحو بحيث لا تتعارض مع المعلومات التي لدينا. فإذا كنا ندرك على سبيل المثال أن الحلوى مضرة، فإننا حتما سوف نبحث على الإنترنت عن معلومات تؤكد أن الحلوى مضرة، ولن نلتفت بأي حال من الأحوال إلى أخبار تحت عنوان: "التأثير الإيجابي لارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم"، أو "لماذا يصبح أكل الآيس كريم أمر جيد؟".
- خطأ النعامة
دفن الرأس في الرمال! التجاهل المتعمد للمعلومات السلبية، والاهتمام بالمعلومات الإيجابية لأي ظاهرة. يحاول الشخص الذي يواجه مشكلة تجاهلها أحيانا، آملا في أن تحل المشكلة من تلقاء نفسها.
فالمدخن يعلم أن التدخين ضار بالصحة. لكنه مع ذلك يعتقد أن التدخين لن يصيبه بالضرر دونا عن البقية، أو أنه سوف يتوقف في الوقت المناسب، دون أن يلحق به أي ضرر.
- الحكم بالنتائج
نجنح لتقييم فعالية الاختيار بادئا ذي بدئ بنتائجه التي نحصل عليها. فبعد وقوع الاختيار، يتوقف الإنسان عن تقييم وتحليل الظروف التي اتخذه فيها، ويوجه اهتمامه للنتائج التي حدثت إيجابية كانت أم سلبية.
لكن الحظ يلعب دوره أحيانا.
إذا خالف المدير آراء مرؤوسيه ممن قاموا بالبحث والتقصي، وخلصوا إلى اختيار معين، بينما كان صوته الداخلي يدفع به لاختيار آخر، فذلك لا يعني أن كل مرة عليه أن يخالف تحليل المعلومات، ويستند فقط إلى "صوته الداخلي"!
- الثقة العمياء
أحيانا ما نصبح أسرى لتلك الثقة العمياء في اتخاذ القرار، فلا نعتمد على الحقائق، وإنما نعتمد على وجهات نظرنا التي نثق في صحتها، استنادا إلى أنها أثبتت صحتها "حتى الآن".
لو وقعت العملة على أحد أوجهها خمس مرات متلاحقات، فذلك لا ينفي احتمال 50٪ أن تقع على الوجه الآخر.
- خطأ الاتباع
أن نتتبع خطى السابقين ظنا منا أن ذلك حتما سوف يؤدي لنفس النتائج. هناك ملايين المقالات التي تتحدث عن "خمس أشياء يفعلها المليونيرات"، لكن ذلك لا يعني أن تتبعك هذه الخطوات سوف يؤدي بالضرورة لأن تصبح مليونيرا!
إن من يدرك الأخطاء المنطقية، ويحاول تجنبها، يقع في غالبية الأحيان في وهم أنه يفعل ذلك أفضل من الأشخاص "العاديين".
فلان أعطى الأستاذ هدية، وحصل على الدرجة النهائية.
بسؤالنا للأستاذ عما إذا كانت هذه الهدية قد أثرت على درجة الطالب، سوف يجيب بالقطع "لا". لكن لو طرحنا السؤال بصيغة: "هل تؤثر هدايا الطلبة للأساتذة على درجاتهم؟" فغالبا ما تكون الإجابة بالإيجاب.
هذه عشرة أشياء يمكن أن نقع فيها جميعا، فلا أحد محصن من الوهم، ولا أحد محصن من خداع العقل..
المصدر: أوزناي فسيو
محمد صالح