وقال أحد الأشخاص: "حدث خلاف فجر اليوم بين أحد رواد المسجد وعامل المسجد بسبب تشغيل قرآن الفجر قبل الصلاة، فما حكم الدين في ذلك؟".
وأوضح لاشين أن قوله تعالى: ﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾ (سورة الإسراء: 78)، إنما المقصود به القرآن الذي يتلوه الإمام في صلاة الفجر بعد قراءة الفاتحة، وليس الأقوال أو التلاوات التي تبث قبل الصلاة، والتي جرى العرف على تسميتها ب"شعائر صلاة الفجر".
وشدد عضو لجنة الفتوى على أن أي خلاف أو مشادة تحدث داخل بيت من بيوت الله لا يليق بحرمة المكان ولا بقدسية الزمان، مؤكدا أن المساجد إنما شيدت لتكون موطنا للسكينة والوقار والطمأنينة، لا ساحة للنزاع ورفع الأصوات.
واستشهد بقول النبي ﷺ: "وإذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة والوقار".
وأشار لاشين إلى أن الشيطان حريص على إشعال الفتن بين الناس، خاصة في مواطن العبادة، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا﴾ (سورة فاطر: 6).
ودعا إلى عدم الانسياق وراء الغضب أو علو الصوت، لما في ذلك من مخالفة لروح العبادة وتعظيم حرمات الله.
وأكد أن حتى لو وجد اختلاف في الرأي حول مشروعية تشغيل القرآن أو التواشيح قبل صلاة الفجر، فإن ذلك لا يبرر أبدا افتعال مشكلات أو الدخول في خصومات داخل المسجد.
وأوضح أن مثل هذه الخلافات تدار بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالصوت المرتفع أو التوتر والانفعال.
وختم لاشين دعوته بالقول: "الأولى بالمسلمين أن تكون شعائر صلاة الفجر وسيلة للتعاون على البر والتقوى، واستنهاض الناس لأداء هذه الصلاة العظيمة، لا سببا للفرقة أو النزاع."
ودعا إلى تغليب التقييم الإيجابي، والنصيحة الهادئة، بين أبناء المسجد الواحد.
واختتم بالدعاء: "اللهم اهد الأمة إلى أقوم السبل، وعم الهدوء والسكينة بيوتك، واجمع قلوبنا على طاعتك ومحابك."
وفي الفيديو المتداول، ظهر رجل يجاور بيته المسجد، وهو يعترض على شدة الصوت قائلا: "مش عارفين ننام من الإزعاج... في ناس كبيرة ومريضة!".
واشتكى الراجل من معاناة أسرته من الإزعاج المستمر منذ قرابة عام، مشيرا إلى أن طفله الصغير يستيقظ مفزوعا كل صباح من جراء الصوت العالي، ويبكي دون توقف، ما تسبب في إرهاق شديد لأفراد الأسرة بسبب قلة النوم.
وأضاف أن والدته المسنّة تأثرت حالتها الصحية أيضًا نتيجة اضطرابات النوم المتكررة، موضحًا أنه تقدم بشكاوى متكررة إلى الجهات المعنية دون استجابة، في ظل ما وصفه بـ"اللامبالاة" من بعض العاملين في المسجد، وغالبيتهم من كبار السن.
المصدر: RT