وانتقد سركان بيبك، عضو مجلس الإدارة المركزية لنقابة العاملين في مجال التعليم (Töb-Sen)، ما وصفه بازدواجية المعايير، مشيرا إلى السماح بإقامة طقوس دينية في إزنيق خلال زيارة البابا ليو الرابع عشر لإحياء ذكرى الحملات الصليبية، في الوقت الذي تمنع فيه الاحتفالات برأس السنة في المدارس، معتبرا أن هذا النهج يتجاهل التعددية الثقافية في التعليم، وفق تعبيره.
وبحسب ما نقلته صحيفة "جمهوريت"، أرسلت مديرية التعليم في بورصة رسائل عبر مجموعات "واتساب" الخاصة بمديري المدارس تطلب فيها عدم تنظيم أي فعاليات احتفالية برأس السنة أو الكريسماس في البيئة المدرسية، مؤكدة أن هذه الأنشطة ليست جزءا من مناهج وزارة التعليم.
وشددت الرسائل على ضرورة تجنب الفعاليات التي تتضمن مضمونا يتعلق بعيد الميلاد أو رأس السنة، وأن تخطط جميع الأنشطة بما يتوافق مع أهداف المنهج والقيم الوطنية والثقافية والتربوية، مع توضيح لاحق بأن "لا يوجد يوم اسمه رأس السنة" ضمن الأيام والأسابيع الرسمية المعتمدة للاحتفال.
ووصف بيبك هذا التطبيق بأنه نتاج توجه أيديولوجي، مستنكرا "السماح بالطقوس المرتبطة بذكرى الحملات الصليبية في إزنيق مقابل منع الطلاب من تنظيم أنشطة مرتبطة بالعام الجديد داخل المدارس"، متسائلا: "تزيين شجرة أو تبادل الهدايا بين الطلاب، مع أي من قيمنا يتعارض؟". وشدد على أن المدارس يفترض أن تكون فضاءات للتسامح والعلمانية والتعريف بالثقافات المختلفة، معتبرا أن فعاليات رأس السنة أنشطة ثقافية عالمية لا تتصادم مع القيم الوطنية أو الروحية.
وأشار بيبك إلى الطبيعة المتعددة الثقافات لتركيا، محذرا من أن مثل هذه المحظورات في مدارس تضم طلابا من معتقدات وخلفيات متنوعة قد تضعف شعور الانتماء لدى التلاميذ، وتغذي نزعات التمييز. وفي ختام تصريحاته، دعا مديرية التعليم في بورصة إلى التراجع عن القرار وسحب هذا النهج التقييدي، مجددا التأكيد على أهمية الحفاظ على بيئة تعليمية منفتحة تحترم التنوع الثقافي والديني.
المصدر: زمان+ جمهوريت