اسمه خليل رافاتي وقد ولد في أوهايو بالولايات المتحدة لمهاجر إيراني وأم بولندية.
مر بطفولة شديدة القسوة في أسرة متفككة وتعرض لمختلف أنواع العنف بما في ذلك الاعتداء الجنسي. ترك مقاعد الدراسة في وقت مبكر، وقادته حياة التشرد إلى الاعتقال بتهمة تخريب ممتلكات الغير وسرقة متجر.
حين بلغ من العمر 21 عاماـ انتقل في عام 1992 هذا الشاب إلى مدينة لوس أنجلوس، وكان يحلم بأن يصبح نجما سينمائيا. تعلم العزف على عدة آلات موسيقية لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه في الدخول إلى مجال التمثيل. كل ما تسنى له، غسيل سيارات عدد من النجوم الكبار مثل إليزابيث تايلور وجيف بريدجز وعازف الغيتار سلاش.
تواصل سقوطه، وسرعان ما أصبح مدمنا على المخدرات وخرجت حياته عن السيطرة. في النهاية، انتهى به الأمر إلى التشرد مجددا والنوم على قارعة الأرصفة وتجارة الممنوعات من أجل الحصول على جرعة جديدة في كل يوم.
استمر الحال على ما هو عليه، وزادت حالته سوءا. وصل إدمانه على الكوكايين في عام 2003، وكان عمره 33 عاما إلى الذروة. كان لا يزال يعيش متشردا في لوس أنجلوس وقد بلغ وزنه 49 كيلو غراما وتغطى جلده بالقروح.
في كتابه "أنا نسيت أن أموت" الذي صدر في عام 2015، يتذكر خليل تلك الأوقات المرعبة ويكتب عنها قائلا: "كنت منبوذا. ليس مثل أي شخص آخر.. كنت أختنق من قلة الحب والاحترام لنفسي. لقد لعنت الجميع... لجري إلى مثل هذه الحالة في هذه الحياة، في هذه العائلة، في هذه المدينة".
عن عدد مرات اعتقاله من قبل الشرطة بتهمة السرقة وتجارة المخدرات يقول: "لقد تم اعتقالي مرات عديدة لدرجة أنني لا أتذكر عددها. كنت مدمنا على المخدرات وكنت أشعر بألم شديد لدرجة أنني لم أستطع النوم".
بعد أن استشرت مختلف الأمراض بجسده، حاول التوقف عن تعاطي سموم المخدرات مرات عديدة، وتعرض لخطر الموت ثماني مرات بسبب تعاطيه جرعات زائدة. في المرة التاسعة تمكن الأطباء بصعوبة من إعادته إلى الحياة. حينها أدرك أن عليه التوقف أو الموت. مضى خليل إلى مركز متخصص في إعادة التأهيل وهناك أمضى أربعة أشهر، وتوقف تماما منذ ذلك الحين عن تعاطي المخدرات.
بعد مغادرته مركز إعادة التأهيل، بدأ العمل في عدة وظائف في وقت واحد. عمل في مركز لإعادة التأهيل في مدينة ماليبو بمقاطعة لوس أنجلوس، وفي محطة لغسيل السيارات، وعمل أيضا في رعاية الكلاب والتنزه بها، ورعاية البساتين الخاصة.
عمل سبعة أيام في الأسبوع ولمدة 16 ساعة يوميا وتمكن من جمع بعض المال. بعد لقاء بصديق قديم ظهر من ولاية أوهايو، ظهرت فكرة العمل في مجال صناعة العصائر الطازجة من الفواكه والخضروات.
أعد مع صديقه مشروبا خاصا وكان مزيجا من الفواكه والنباتات وحبوب اللقاح، وفي نفس الوقت جعل منزله الخاص في 2007 مركزا لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، وكان هذا العصير قد أعد خصيصا في البداية للنزلاء.
تجاوزت شهرة عصيره الخاص جدران مركز إعادة التأهيل، وبدأ الكثيرون في الاتصال به والسؤال عن إمكانية شراء هذا المشروب.
مع ازدياد الطلب على العصير، أسس خليل في عام 2011 مع صديق له وصديقته شركة لإنتاجه باسم " صن لايف أورغانيك"، ثم افتتح بالعائدات فقط أول متجر في مدينة ماليبو. خليل يقول إن مشروعه حقق نجاحا منقطع النظير، وبلغ إجمالي المبيعات في السنة الأولى مليون دولار.
حاليا يعمل في هذه الشركة أكثر من 200 شخص، وهي تضم ستة مقاهي ومحلات للجعة. علاوة على العصائر، تبيع هذه المحلات أطعمة وملابس توصف بأنها صحية.
خليل رافاتي الذي أصبح في وقت قصير مليونيرا، يواصل حتى الآن العمل في مركز التأهيل الذي أسسه، وهو يمتلك إضافة إلى ذلك استوديو لرياضة اليوغا في ماليبو. هذا الرجل صاحب الإرادة القوية، يعيش الآن في منزل فاخر على ساحل كاليفورنيا ويملك طائرة خاصة، ويرتبط بعلاقات صداقة مع عدد من مشاهير هوليوود.
يعلق روب نزارا، وهو محلل يعمل في فرع دويتشه بنك في نيويورك على قصة خليل بوصفه أنه صاحب شخصية قوية، مضيفا قوله: "لا يهم نوع التعليم أو الخبرة المهنية التي لديك، لأن النجاح يتحدد بقوة الشخصية والتصميم والطموح".
خليل الذي "نسي أن يموت" بالفعل، يكشف سر نجاحه بقوله: "أنا لا أعتبر نفسي نوعا من الذكاء الخارق. لكن لدي تعطش للحياة، وإذا قررت القيام بأي عمل، فأنا أعطيه كل قوتي".
المصدر: RT