مباشر

بريطانيا.. قصة آخر إعدام بتهمة اللواط

تابعوا RT على
نُفذ أخر حكم بالإعدام بتهمة "اللواط" في إنجلترا في 27 نوفمبر 1835. برجلين هما جيمس برات وجون سميث أعدما شنقا في ذلك اليوم في لندن بسجن نيوجيت سيء السمعة.

في منتصف القرن التاسع عشر كان "اللواط" في بريطانيا جريمة شنيعة إلى درجة أنها وردت باللغة اللاتينية في قانون جرم الجنس المثلي بين الرجال صدر في عام 1826.

كان لدى إنجلترا سجل حافل في هذا المجال. معظم البلدان الأخرى لم تعدم أي شخص بسبب المثلية الجنسية. مثل هذه الممارسات كانت توقفت قبل قرون.

بين عامي 1806 و1835، أدين في بريطانيا 404 رجال بتهمة "اللواط" وحكم عليهم بالإعدام، وتم شنق 56 رجلا من هؤلاء.

ملابسات الإعدام الأخير بتهمة المثلية:

ودع جيمس برات وكان يبلغ من العمر 30 عاما زوجته وابنتيه الصغيرتين في 31 أغسطس، وغادر منزله في ديبتفورد بجنوب لندن للبحث عن عمل.

كان برات مفلسا وفي حاجة ماسة إلى فرصة عمل. في مساء ذلك اليوم عرج على حانة وهناك التقى بعامل يدعى جون سميث يبلغ من العمر 40 عاما، وبرجل آخر اسمه ويليام بونيل، كان ناهز 68 عاما.

تبادل الرجلان مع برات أطراف الحديث، وتبين أنهما لا يستطيعان مساعدته في الحصول على فرصة عمل، إلا أنهما عاملاه بحفاوة ودعا أكبرهما سنا بونيل، الرجلين الآخرين إلى الشقة التي يستأجرها فوافقا. هذا الاجتماع سيكون مصيريا للثلاثة.

مالكا الشقة التي كان يستأجرها بونيل، وهما الزوجان جورج وجين بيركشاير، كانا لا يطيقان ويليام بونيل ويصفانه بـ "الوغد العجوز"، لأنه اعتاد على مرافقة ذكور إلى شقته وفي بعض الأحيان يعود بأكثر من رجل. أراد الزوجان التخلص من هذا المستأجر ووضع حد لسلوكه الشائن.

بعد وقت قصير من وصول الثلاثة إلى الغرفة المستأجرة، بدأ مالك الشقة وكان يسكن في الجهة المقابلة في مراقبة ما يجري في شقة بونيل من النافذة.  

أبلغ جورج زوجته جين بأن الرجال الثلاثة يتبادلون الأحضان في حميمية مشبوهة، وأنهم كانوا يضحكون ويتبادلون الأحاديث، وأن المستأجر بونيل غادر الشقة وترك الرجلين لوحدهما.

دفع هذا الحديث جين إلى التسلل إلى الشقة والنظر من ثقب الباب. تمعنت عدة مرات ثم عادت إلى زوجها وأخبرته أنها شاهدت أفعالا جنسية بين الرجلين.

جورج بيركشاير صاحب الشقة غضب بشدة مما سمعه، ومضى هو الآخر إلى الشقة وقام بفتح الباب بمفتاح احتياطي بهدف ضبطهما متلبسين.  قال لاحقا إنه وجد كلا من جيمس برات وجون سميث في وضع مخل بالحياء.

لم تستطع جين تهدئة زوجها، وهذا الأخير لم يهدأ ومضى لاستدعاء الشرطة. تم القبض على الرجال الثلاثة برات وسميث وبونيل، واتهم الأول والثاني بممارسة "اللواط"، والثالث بالتواطؤ في الجريمة.

لم يكن لدى الشرطة أي أدلة مادية ضد الثلاثة. المحكمة استندت فقط إلى شهادة الزوجين جورج وجين بيركشاير. جين أبلغت المحكمة الجنائية المركزية في لندن في 21 سبتمبر 1835، أنها في أقل من دقيقة شاهدت أفعالا جنسية بين الرجلين بما في ذلك خلع الملابس والاستلقاء على الأرض وفعل "المواقعة"!

الرجلان المتهمان باللواط أصرا على براءتهما من التهمة، إلا أن هيئة المحلفين أدانتهما. القاضي استند على قانون لمكافحة "اللواط" ولم يتردد في إصدار حكم بالإعدام شنقا على المدانين. الحكم قضى أيضا بنفي المتهم الثالث بالتواطؤ إلى أستراليا وسجنه هناك لمدة 14 عاما.

أودع المحكومان في سجن نيوجيت في انتظار تنفيذ عقوبة الإعدام. انتشر خبر الإعدام الوشيك في جميع أرجاء لندن، وتأكد ذلك بنصب مشنقة في ساحة سجن نيوجيت.

الرأفة للجميع عدا المدانين باللواط:

قدم مناصرون للرجلين إضافة لزوجتيهما التماسا إلى وزارة الداخلية للرأفة بهما. وقتها صدرت أحكام بالإعدام بحق 17 شخصا بين شهري سبتمبر وأكتوبر في جرائم تتراوح بين السطو والشروع في القتل. اللافت أن جميع أحكام الإعدام خففت باستثناء الحكم الصادر ضد الرجلين المدانين باللواط.

اقتيد المحكومان بالإعدام في 27 نوفمبر من زنزانتهما على المشنقة. اجتمع حشد في المكان لمشاهدة تنفيذ العقوبة. بعد برهة نفذ الحكم وتدلى الرجلان. دفنت جثتا الرجلين في قبر مشترك بمقبرة في شرق لندن إلى جانب آخرين لاقوا نفس المصير في السابق.  منذ ذلك اليوم لم ينفذ أي حكم بالإعدام في بريطانيا بتهمة اللواط.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا