وتقول دار الإفتاء المصرية "إن الفقهاء اتفقوا على مشروعية دعاء القنوت في الفجر وفي النوازل، وذهب كثير منهم إلى استحبابه في غير النوازل أيضا فلم يزل النبي محمد يَقنُتُ حتى فارَقَ الدُّنيا".
وتضيف دار الإفتاء "أن مثل هذه المسألة لا ينبغي أن تكون مثار فرقة بين الناس لأنه "لا يُنكَر المختلف فيه"، ولأنه "لا يُنقض الاجتهاد بالاجتهاد".
وذكرت الإفتاء في فتواها عبر بوابة الدار الرسمية "أن مَنْ قَنَتَ في صلاة الفجر فقد قلد مذهب أحد الأئمة المجتهدين المتبوعين الذين أمرنا باتباعهم في قوله سبحانه وتعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (سورة النحل: 43)".
وكان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية محمد عبد السميع، قد أجاب عن سؤال من إحدى السيدات تلقاه خلال حلقة سابقة من برنامج "فتاوى الناس" عبر قناة "الناس" الفضائية، تقول فيه "ما حكم دعاء القنوت والصيغة الصحيحة للدعاء وآراء الفقهاء الأربعة؟".
وفي رده، أوضح عبد السميع الرأي الشرعي في تلك المسألة، موضحا أن العلماء اختلفوا على مواعيد القنوت لكنهم اتفقوا أنه مستحب.
ولفت إلى أن السادة الأحناف يرون وجوب القنوت في الوتر، ولا يقنت في الفجر ولا غيره إلا في النوازل، أما المالكية فيرون أنه لا قنوت إلا في صلاة الفجر، ويستحب أن يكون قبل الركوع.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الشافعية يرون أن القنوت في صلاة الفجر مستحب، ولا قنوت في الوتر إلا في النصف الأخير من شهر رمضان.
أما مذهب الحنابلة فإنهم يقولون إن القنوت في الوتر، ولا يقنت في غيره إلا في النوازل، ويكون بعد الركوع.
وصرح عبد السميع بأن صيغة دعاء القنوت المعروفة عن النبي وأغلب المذاهب، هي: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لا منجى منك إلا إليك، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وكان عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس شؤون الحرمين الشريفين، امتنع عن إقامة دعاء القنوت بعد صلاة التراويح ليلة السبت 13 من رمضان 1445هـ.
ووقف المصلون خلف الإمام السديس في انتظار إقامة الوتر ودعاء القنوت، إلا أنه فاجأهم بقوله: "أيها الإخوة المصلون، أحب التنبيه على أن من السنة على الإمام أن يترك دعاء القنوت في صلاة الوتر أحيانا، وهذا ما سنفعله في هذه الليلة إن شاء الله".
المصدر: RT + موقع "مصراوي"