ولا يدين الناشطون الذي كتبوا المقال "العنف الذي لا يغتفر" الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة فحسب، بل يدينون أيضا محاولات صرف الانتباه عن معاناة الشعب الفلسطيني بتوجيه اتهامات بـ"التطرف" إلى المجموعة البيئية.
ويقول النص الذي نشرته صحيفة "الغارديان" وبعض وسائل الإعلام السويدية في 5 ديسمبر، إن حركة "فرايديز فور فيوتشر"، والمعروفة أيضا باسم الإضراب المدرسي من أجل المناخ، لم "تتحول إلى التطرف" أو "تصبح سياسة"، نظرا لأنها كانت دائما "حركة من أجل العدالة" ولم تتوقف أبدا عن كونها سياسية. مضيفين: "لقد كنا دائما سياسيين، لأننا كنا دائما حركة من أجل العدالة. إن التضامن مع الفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين لم يكن موضع شك بالنسبة لنا على الإطلاق".
وكتب المقال من قبل غريتا تونبرغ، الناشطة السويدية التي ألهمت حركة "فرايديز فور فيوتشر"، وهي حركة إضرابات مدرسية ضد التقاعس العالمي عن المناخ. وألدي نيلسون، الطالب في مجال التنمية العالمية والناشط في مجال العدالة المناخية في "فرايديز فور فيوتشر" في السويد. وجيمي ماتر، وهو باحث وناشط في مجال العدالة المناخية في "فرايديز فور فيوتشر" في السويد، وأخيرا راكيل فريشيا، وهي كاتبة وباحثة وناشطة في مجال العدالة المناخية في الحركة في السويد.
وأكد الناشطون أن المقال لا يمثل سوى آراء حركة "فرايديز فور فيوتشر" في السويد، وأن جميع فروع هذه الحركة مستقلة.
وفي بداية المقال، قال النشطاء: "أكثر من 15 ألف شخص، منهم 6 آلاف طفل على الأقل. هذا هو عدد الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة في غضون أسابيع – وما زالت هذه الأرقام في ارتفاع. وقصفت إسرائيل البنية التحتية المجتمعية الأساسية والأهداف المدنية، مثل: المستشفيات والمدارس والملاجئ ومخيمات اللاجئين. وفرضت إسرائيل حصارا، ومنعت الغذاء والدواء والمياه والوقود من الوصول إلى 2.3 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة المحتل، ما دفع منظمة أوكسفام إلى اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح في الحرب".
وتابعوا: "لقد وصف العشرات من خبراء الأمم المتحدة الوضع بأنه "إبادة جماعية في طور التكوين"، وحذر مئات من العلماء الدوليين من إبادة جماعية تتكشف، ووصفها خبير الإبادة الجماعية الإسرائيلي البارز راز سيغال بأنها "حالة مرجعية للإبادة الجماعية". لكن أغلب دول العالم، وخاصة ما يسمى بالشمال العالمي، تنظر في الاتجاه الآخر".
وأشارت غريتا تونبرغ وزملاؤها إلى أنه "على الرغم من هذه الفظائع، اختار البعض تركيز النقاش العام على محاولات نزع الشرعية عن التصريحات التي أدلى بها الشباب في حركة العدالة المناخية حول غزة".
ويؤكد نشطاء المناخ من خلال المقال على أن الدعوة إلى العدالة المناخية تأتي بشكل أساسي من الاهتمام بالناس وحقوقهم الإنسانية، وهو ما يعني "التحدث علنا عندما يعاني الناس، أو يضطرون إلى الفرار من منازلهم أو يُقتلون" بغض النظر عن السبب. ويعني أيضا إظهار التضامن مع "النضال من أجل العدالة ضد الإمبريالية والقمع".
وأضافوا: "هذا هو نفس السبب الذي جعلنا ننظم دائما إضرابات تضامنا مع المجموعات المهمشة، بما في ذلك تلك الموجودة في سابمي وكردستان وأوكرانيا والعديد من الأماكن الأخرى، ونضالهم من أجل العدالة ضد الإمبريالية والقمع. إن تضامننا مع فلسطين لا يختلف عن ذلك، ونحن نرفض السماح للتركيز العام بالتحول بعيدا عن المعاناة الإنسانية المروعة التي يواجهها الفلسطينيون حاليا".
وأشار الناشطون إلى أن "الإبادة الجماعية ليست دفاعا عن النفس ولا هي بأي حال من الأحوال رد فعل متناسب".
وانتقد الناشطون السويديون التعاون العسكري لبلادهم مع شركات الأسلحة الإسرائيلية، وهي ممارسة "تجعل السويد متواطئة في الاحتلال الإسرائيلي والمجازر المتعددة"، بحسب ما جاء في المقال. وأضافوا أن الصمت بالمثل هو تواطؤ، لأنه "لا يمكن للمرء أن يكون محايدا في مواجهة الإبادة الجماعية الجارية".
وتطرق المقال إلى أننا نشهد الآن "زيادة حادة في التصريحات والأفعال وجرائم الكراهية المعادية للسامية والمعادية للإسلام في السويد والعالم".
وختم الناشطون مقالهم بالقول: "إننا نشعر بالحزن على الأرواح التي فقدناها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونشعر بالفزع إزاء السماح لهذه الأعداد بالاستمرار في الارتفاع. لقد وصل معدل الوفيات في قطاع غزة إلى مستوى تاريخي، حيث قُتل آلاف الأطفال في أسابيع قليلة فقط. إن هذا القدر من المعاناة غير مفهوم ولا يمكن السماح له بالاستمرار. عندما يدعو خبراء الأمم المتحدة العالم إلى التحرك لمنع وقوع إبادة جماعية، فإننا كإخواننا من البشر، نتحمل مسؤولية التحدث علنا. إن المطالبة بوضع حد لهذا العنف الذي لا يغتفر هي مسألة إنسانية أساسية، ونحن ندعو كل من يستطيع أن يفعل ذلك. الصمت تواطؤ. لا يمكنك أن تكون محايدا في إبادة جماعية تتكشف".
المصدر: RT