وبدا مثيرا للحيرة والدهشة انتشار الشبان والفتيات المسلحين بهواتفهم الذكية في الشوارع، طاغين بعددهم على عدد مسلحي مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة، في ظاهرة بات من المعتاد ملاحظتها ليس فقط في روسيا، ولكن في أنحاء العالم أجمع.
والأكثر إثارة للدهشة، دخول الكثيرين بين الدبابات والمدرعات، للحصول على زاوية تصوير أفضل، في حين لم يتوان البعض عن الاقتراب مسافة سنتيمترات من ألغام ومتفجرات وقاذفات صواريخ، لالتقاط صورة تذكارية على خلفيتها.
بدا الأمر وكأن احتفالا ومهرجانا ترفيهيا يعم الشوارع، أكثر من كونه حدثا هدد أمن البلاد ومواطنيها، وكاد أن يزج بها في نزاع مسلح، لا تؤمن عواقبه.
وفي ختام "مهرجان الترفيه المسلح"، تجلت عبثية الموقف في تبادل الأحضان والمصافحات مع مجندي "فاغنر"، وتوديعهم وداعا حميميا لم تنقصه سوى دموع الأسى على الفراق وانتهاء "المهرجان".
بلا شك، رغم الفوائد التي جلبتها وتجلبها التكنولوجيات الحديثة في عالمنا وحياتنا، إلا أن استخدام الشباب المثير للجدل لها، والخطير أحيانا إلى حد "الموت أثناء اصطياد بوكيمون سقوطا من فوق جسر"، يجعل المرء يتساءل، هل نحن حقا بحاجة إلى هذه التكنولوجيات وما تجلبه من صرعات تخالف العقل والمنطق؟
المصدر: RT