وفي التفاصيل، تلقت مصالح الشرطة القضائية بالأمن الحضري الخارجي في أنسيغة، الضاحية الجنوبية لمدينة خنشلة، نداء نجدة وطلب تدخل عاجل من أجل تحرير وإنقاذ حياة سيدة ناهزت العقد الرابع من العمر، برفقة أبنائها القاصرين، كانوا يتواجدون تحت طائلة جريمة الاحتجاز القسري داخل مرآب على أطراف أحد الأحياء المعزولة في المنطقة، من دون غذاء ولا مؤونة في ظروف البرد الشديد لأزيد من 15 يوما، عرضة للموت جوعا.
وأفادت شكوى شقيق المجني عليها، بأن زوج شقيقته هو من قام باحتجازها برفقة أبنائها، ليقوم إثر ذلك شقيق الضحية بإخطار وكيل الجمهورية في محكمة خنشلة، إذ انتقل أفراد الشرطة إلى الموقع فور تلقيهم نداء الاستغاثة.
وأوضحت الشكوى أن حيثيات هذه الواقعة تعود إلى بداية النصف الثاني من الشهر المنصرم، حيث عمد المتهم إلى وضع زوجته وأبنائه الستة داخل مرآب بأحد الأحياء المعزولة في أنسيغة، وأغلق عليهم الباب الحديدي من الخارج بإحكام وتركهم إلى نهاية الأسبوع المنصرم، من دون مؤونة ولا وسائل تدفئة عرضة للموت المحقق، إلى أن مر أحد أقارب والدة المشتكى منه صدفة أمام موقع الاحتجاز، ليسمع بكاء وأنين الأطفال، قبل أن يتقدم من الباب طالبا التحدث مع من بالداخل، حيث تم إبلاغه من طرف السيدة التي عانت وضعا صحيا حرجا بأنها محتجزة مع أبنائها الستة من طرف زوجها لأسباب ودوافع مجهولة، وترجته بأن يبلغ مصالح الأمن لتحريرهم وإنقاذ حياتهم.
من جانبه، اتصل الشاهد فورا بشقيق الضحية وأبلغه بما سمع، ليسارع بدوره بمطالبة السلطات بالتدخل لإنقاذ حياة العائلة ومباشرة التحقيق مع الزوج.
وبعد إخطار نيابة المحكمة الإقليمية والحصول على الإذن باقتحام والتفتيش، "تم كسر قفل باب المرآب الخارجي، وأنجزت السلطات محضر معاينة وتحقيقا أوليا حول الوضع الإنساني والصحي لأفراد العائلة، قبل تحويلهم إلى مقر مؤسسة استشفائية لتلقي العلاج والعناية الصحية الضرورية".
المصدر: "النهار" الجزائرية