وكتبت الوكالة: "في عمق صحراء الغرب العراقي تقع قرية السحل المنقطعة عن العالم منذ أكثر من قرن بدون كهرباء ولا ماء ولا مستوصف، ويعيش سكانها الذين لا يتجاوزون مئتي عائلة حياة بدائية تعتمد على الزراعة والرعي، ولم يسبق أن رأوا من العالم سوى قاعدة عسكرية".
وأضافت أن وباء كوفيد-19 الذي يشكل تهديدا لكثير من دول العالم، لم يعرف طريقه إلى هذه القرية الغارقة في وعر التضاريس وقساوة المناخ.
وتابعت قائلة إن أقرب مستشفى يبعد نصف ساعة عن القرية الواقعة في زاوية من العراق الغني بالنفط، وليس في هذه البقعة القاحلة المحاطة بتلال صخرية على أطراف وادي حوران في محافظة الأنبار، سوى مدرسة إبتدائية وليس فيها حلاقا حتى.
وقالت: "يتسلل ماض بعيد إلى الأذهان عند المرور بالطريق المتعرج والوعر المؤدي إلى القرية.. منازل متفرقة بسيطة بأبواب حديدية فيما اختفت الشبابيك عن أغلب جدرانها، ومشهد أطلال حجارة غيّر الزمن لونها.. بين الفينة والأخرى، تظهر سيارة قديمة وآليات زراعية أكل عليها الدهر وشرب".
وتابعت: "وللتواصل مع العالم الخارجي، يكتفي سكانها بهواتف جوالة قديمة، لأن شبكة الانترنت والهواتف الذكية، لم تجد طريقها بين غبار الصحراء إليهم بعد".
وللتزود بالماء يستخدم الأهالي مضخة ديزل لسحبها من بئر في باطن الأرض، ويجمعونها بعد ذلك في بركة محاطة بحجر مغطى بالأسمنت، تشرب منها أغنامهم ويحملون بعضا منها إلى منازلهم.
وذكرت أنه بين منازل القرية التي تبعد أكثر من 250 كلم عن العاصمة بغداد، حظائر صغيرة لجمع الأغنام محاطة بأسوار معدنية، فيما يندر أن يتجول سكانها في الخارج، علما أن السكان يعتمدون على مولدات كهرباء بسيطة وقديمة للإنارة وتشغيل التلفزيون يكون لساعات قليلة فقط.
جدير بالذكر أنه على بعد عشرات الكيلومترات عن القرية، تقع قاعدة "عين الأسد"، أهم المقرات العسكرية العراقية التي تضم قوات أمريكية في العراق، وتتعرض لهجمات صاروخية من حين لآخر.
وقال أبو مجيد وهو أبرز وجهاء القرية ويبلغ من العمر 70 عاما، فيما ارتدى زيا عربيا وغطى رأسه بكوفية باللونين الأبيض والأحمر: "قريتنا عمرها أكثر من مئة سنة وطوال هذه السنين وهي بدون كهرباء وماء ومركز صحي".
ويضيف وهو يشير بيده إلى الحقول القاحلة من حوله "نعيش حياة بدائية بسيطة".
وذكر أبو مجيد أنه ذهب مرة واحدة في حياته إلى العاصمة بغداد وذلك قبل نحو 20 عاما.
المصدر : أ ف ب