وخلال حواره في برنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب، تحدث جمال السادات عن لحظاته الأولى بعد اغتيال والده قائلا: "أول سؤال سألته لوالدتي وقتها في التليفون، قولتلها والنائب عامل إيه؟ فقالت لي إنه بخير، فحمدت الله، لأن كل ما يهمني أن الأمور تستقر".
وقال نجل الرئيس الراحل: "وقتها كنت في فلوريدا، وأخبروني أن هناك طائرة صغيرة ستنقلني لمطار آخر ومنها إلى مصر، وأعتقد أنني وصلت في اليوم التالي من الوفاة، وبعد وصولي للمطار ذهبت لبيت الجيزة، وكلمني الدكتور فؤاد محيي الدين، وأخبرني أنه سيجرى تشريح الجثمان، لشكه بأن أحد حراس الرئيس ضربه، فوافقت وطلبت منه الحضور، فأخبرت والدتي وطلبت هي الأخرى حضور التشريح..بالفعل ذهبنا للمستشفى، لكن مدير المستشفى رفض حضورنا التشريح، لكني أصريت على الحضور أنا ووالدتي، مدير المستشفى كان حاد ولكني أصريت، أجريت مكالمة هاتفية مع الرئيس الراحل، حسني مبارك، وهو كان النائب في هذا الوقت، وأخبرته بما يحدث، فوافق ببقائنا في المستشفى، وقبل اتصالي بالرئيس مبارك، اتصل بي المشير أبو غزالة فكان يثنيني، فقولت له إنه لا يمكن".
وقال جمال السادات، رئيس شركة اتصالات مصر: "أنور السادات استشهد برصاصة واحدة، إذ ضرب القناص رصاصة ارتطمت في الرخامة التي كانت أمام والدي، ثم اخترقت أسفل القفص الصدري، ومرت في جسده بالداخل حتى وصلت بالقرب من عنقه، وهذه الرصاصة كما يقال رصاصة قاتلة، وهناك رصاصة مرت من ذراعه وأخرى من أرجله، لكنهما لم يحدثا أي ضرر في جسده، والطبيب أراد أن يجري تشريح للجثة لمعرفة نوع الرصاصة..كان يبكي ويهتز، وكان متأثرا، ولكن أنا ووالدتي كنا متماسكين، ووالدتي قالت للطبيب: "يا دكتور شوف شغلك"..عندما رأت والدتي جثمان الرئيس السادات في المشرحة قبلت رأسه، وأنا أيضا قبلت رأسه، وكنا نقرأ قرآن طوال وقت تشريح الجثمان".
وكما أوضح السادات قائلا: "الطبيب بالفعل تمكن من استخراج الرصاصة من رقبة والدي، ووضعها في طبق، ورآها خبير المقذوفات الذي قال إنها رصاصة خاصة بالبندقية الروسية، عيار 7 ميليمتر، وليس التسليح الخاص بحراسة الرئيس، ولولا هذه الرصاصة، لكان يمكن إنقاذه، وهذه الرصاصة لم تخرج من مدفع الرشاش الذي كان بحوزة خالد الإسلامبولي (ضابط سابق في الجيش المصري تم اتهامه مه آخرين باغتيال الرئيس السادات)، إذ كان الرصاص بها 9 ميليمتر، ولكنها أصابت سكرتير والدي فوزي عبد الحافظ".
واستطرد: "فوزي ألقى بنفسه على والدي لحمايته، وسمع خالد الإسلامبولي يقول له: "أوعى أنت"، ووالدي توفى في هذه اللحظة، وهذا المشهد أخبرني به فوزي بنفسه بعد ذلك، حيث عاش بعد هذا الحادث لمدة طويلة، ووالدي توفى".
المصدر: "الوطن"