وذكرت الوكالة أن هاني صبحي يقيم ويعمل في مدينة تشيوانتشو الساحلية في مقاطعة فوجيان بجنوب شرق الصين، التي أدرجت مؤخرا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأفيد بأن رجل الأعمال المصري، ويبلغ من العمر 39 سنة، ارتحل إلى بلدة شيشي التابعة لمدينة تشيوانتشو لبدء نشاطه في أعمال التصدير والاستيراد، ونجح على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها في البداية من جهة اللغة والبيئة، في إقامة "شركته الخاصة بعد سنتين لتجارة الملابس عبر الحدود، حيث يشتري الملابس المصنوعة محليا ويبيعها إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وتضم شركة صبحي الآن 16 موظفا في بلدة شيشي، وبلغ حجم تجارته نحو 200 مليون يوان، أي ما يعادل حوالي 30.88 مليون دولار أمريكي في عام 2020.
ويقول رجل الاعمال المصري إن "الملابس والأحذية المصنوعة في الصين تتمتع بتنافسية كبيرة وشعبية واسعة في أسواق الشرق الأوسط"، وتحتضن البلدة التي يقيم بها صبحي "سلسلة تصنيعية كاملة للمنسوجات والملابس، حيث يتم تصدير نحو 1.1 مليار ملبس منها إلى حوالي 160 دولة ومنطقة في العالم كل عام، وفقا للبيانات الرسمية".
يذكر أن مدينة تشيوانتشو تقع "في سهول ضيقة على طول ساحل فوجيان، وكانت في تاريخ الصين القديم واحدة من أكبر الموانئ في العالم على طول طريق الحرير البحري التاريخي، ولا سيما في عهد أسرة سونغ الملكية (960-1279) وأسرة يوان الملكية (1271-1368)".
وكان الرحالة العربي الشهير، ابن بطوطة، تحدث عن هذه المدينة في كتابه "رحلة ابن بطوطة -- تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وقال في وصفها: " لما قطعنا البحر، كانت أول مدينة وصلنا إليها مدينة الزيتون... مرساها من أعظم مراسي الدنيا، أو هو أعظمها. رأيت به نحو مائة جنك كبار، وأما الصغار فلا تحصى كثرة".
ويعتقد أن الرحال الشهير ابن البطوطة "وصل إلى الصين في أواخر عهد أسرة يوان الملكية، وشهد ازدهار مدينة تشيوانتشو، مدينة الزيتون، حسب وصفه، كمركز تجاري ومحطة مهمة على طول طريق الحرير البحري القديم حينذاك، حيث يُعتقد أن تشيوانتشو كانت أكبر ميناء عالمي شرقا حينذاك مع وجود نظيرها ميناء الإسكندرية المصري في الغرب".
وأكد ابن بطوطة ما تحدثت عنه الكتب القديمة من أن الأفران كانت تنتشر في جميع أنحاء مدينة تشيوانتشو لصنع خزف رائع للتصدير، بينما شهدت الجسور والأرصفة عربات محملة بالبضائع تأتي وتغادر، حيث جاء في كتاب الرحالة الشهير قوله: "وأما الفخار الصيني فلا يصنع إلا بمدينة الزيتون وبصين كلان".
المصدر: شينخوا