وعلى الرغم من غرابة هذه الطقوس، إلا أن لكل واحد منها معاني ورمزية عند هذا الشعب أو ذلك.
ففي المغرب، اعتاد المغاربة على رؤية ظاهرة الـ "بوجلود"، حيث يأتي رجل يرتدي قرون الخروف وفروه، ويمر على أصحاب الأضاحي ليجمع منهم صوف الخراف ويبيعها بالسوق.
كما يقوم بعض المغاربة بغمس اليد في دم الضحية وتلطيخ الجدران بها، وبعضهم يشرب القليل من دمها لاعتقادهم أن ذلك يحمي من الجن. كما يقوم البعض أيضا بسكب الملح فوق دماء الأضحية لمنع الجن، أو ملء فم الأضحية بالملح، ومنهم من يحني جبهتها أمام النساء، ويحتفظن بمرارة الأضحية لاعتقادهن بأنها تشفي من الأمراض.
وفي ليبيا، تقوم النساء قبل ذبح الأضحية بتكحيل عيني الخروف بالكحل العربي، ثم يتم إشعال النار والبخور بالقرب منه، وبعدها تبدأ العائلة الليبية بالتكبير والتهليل. ويجب أن تكون الأضحية كبشا قويا وجميلا بقرون كبيرة.
ويعتقد الليبيون أن المسلم يمتطي ظهر أضحيته ليدخل على ظهرها إلى الجنة، وهو تداخل واضح مع أسطورة أنوبيس الكلب الأسود الذي يمتطيه الموتى للنزول إلى العالم السفلي بعد الموت، حسب الأساطير الفرعونية القديمة.
وينتشر في الجزائر تقليد غريب من نوع مختلف، حيث ينظم الرجال هناك "مصارعة أضاحي" قبل حلول العيد، وتحظى هذه المصارعات بحضور واسع ولا سيما في الأرياف.
وتتنافس الأسر في الأحياء المتجاورة من خلال إشراك كباشها في مصارعة تنتهي بفوز كبش واحد، بعد عدد من التصفيات التي تجري بين كل كبشين على حدة، يعتبر الفائز فيها هو الكبش الذي أجبر الآخر على الانسحاب.
ويقلد الأطفال الكبار من خلال إجراء مصارعات بين الخراف التي اشترتها أسرهم كأضحية، وفي مسابقة شبيه بتلك المخصصة للكباش.
وتنتشر في الصين، حيث أقلية الإيغور المسلمة، لعبة قديمة هي "خطف الخروف"، حيث يأتي الفرسان ممتطين خيولهم واحدا تلو الآخر، وينطلقون بأقصى سرعتهم ويخطفون الأضحية عن الأرض، والفائز من يفعل ذلك بأقل وقت ممكن دون أن يسقط عن ظهر جواده.
وبعد التقاط الفارس للأضحية، يقوم ذكور العائلة بالاجتماع حول الأضحية ليقرأوا الكثير من الأدعية والآيات القرآنية لمدة لا تقل عن خمس دقائق ثم يقوم أحد الكبار أو شيخ الجامع بذبح الأضحية.
وفي البحرين، يلقي السكان أضحيتهم الصغيرة المدللة في البحر، وهي عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع، ثم يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات.
المصدر: وكالات