وجاء في تعليق صادر عن الوزارة، اليوم الجمعة، أن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الأمين العام للناتو، في مقابلة مع وكالة الأنباء النرويجية، ليست سوى محاولة جديدة لاستخدام أقاويل حول "التهديد الروسي" الوهمي كوسيلة لإخفاء حدة الأزمة التي وقع فيها الحلف بسبب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من جانب واحد من هذه المعاهدة الهامة .
وتابعت الوزراة قائلة: "إن قادة الناتو يدركون تماما أن روسيا هي التي تبذل كل ما في وسعها من الجهود للحفاظ على هذه المعاهدة وأن موسكو في غنى عن توجيه دعوات إليها للحوار، لكونها متمسكة بموقفها الداعي لنقاش مهني حول قضية معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، سواء أكانت صيغة هذا الحوار ثنائية روسية أمريكية، أو تشمل حلف الناتو أيضا.
وذكرّت الوزارة بأن موسكو أثارت مجددا اهتمام الدول الأطلسية، أثناء الاجتماع الأخير لمجلس "روسيا - الناتو"، أواخر أكتوبر الماضي، حول قلق روسيا إزاء عدم التزام الولايات المتحدة ببنود المعاهدة المذكورة.
وبحسب الخارجية الروسية فإن محاولات استخدام لغة الإنذارات مع موسكو والحديث عن "الفرصة الأخيرة" بالنسبة لها، كما قال ستولتنبيرغ، لا تتماشى مع تصريحات الحلف بأن الحفاظ على المعاهدة يشكل أمرا ذا أولوية بالنسبة للدول الأعضاء في الناتو، بل وتعرقل هذه التصريحات حسم الأزمة عن طريق حوار مهني.
وختمت الوزارة الروسية قائلة: "إذا كانت رغبة الناتو شديدة في الانتقال إلى إجراءات عسكرية، فبإمكانه أن يقوم بمساهمة فعالة في ذلك بإزالة منصات "Mk-41" التي تم نشرها في رومانيا في انتهاك صارخ لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى والتي جرى إدماجها في منظومة الدرع الجوية والصاروخية للناتو".
وفي 20 أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن بلاده ستنسحب من المعاهدة التي وقعت عليها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987، متهما روسيا بانتهاكها. ووصفت الخارجية الروسية آنذاك هذا القرار بالخطوة الخطيرة، كما لقيت المبادرة الأمريكية انتقادات من قبل كل من ألمانيا والصين.
من جهتها، أعربت بريطانيا عن دعمها لقرار ترامب، أما الناتو فحمل روسيا المسؤولية عنه.
ويوم 4 ديسمبر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في أعقاب لقاء وزراء خارجية الناتو في بروكسل، أن واشنطن ستتوقف عن تنفيذ التزاماتها بموجب المعاهدة إذا "لم تعد" روسيا إلى التزاماتها في غضون شهرين.
المصدر: وزارة الخارجية الروسية