وجاءت تصريحات زاخاروفا اثناء برنامج سياسي حواري بثته القناة الأولى أمس الأحد ناقش سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفق شعاره الانتخابي "أمريكا قبل كل شيء" والرامية إلى تقليص دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية والتركيز على اقتصادها القومي.
وقالت زاخاروفا: "أعتقد أن الأمر لا يتعلق هنا بالرئيس ترامب شخصيا، بل بالنظام الأمريكي ككل".. "المسألة ليست في وجود رئيس استثنائي من جهة، ونظام مستقر لا يقبله، من جهة أخرى، بل في النظام السياسي - الاجتماعي المضطرب في الولايات المتحدة، وباتت تتصارع مع بعضها جميع الأسس التي كان يستند إليها المجتمع الأمريكي في تطوره حتى السنوات الأخيرة.
وضربت زاخاروفا مثالا على ذلك، التغيرات التي طرأت على حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة في الولايات المتحدة.
وقالت: "سمعنا سابقا أن حرية الرأي والتعبير هي أحد أسس المجتمع الأمريكي، لكن تشكلت الآن حالة مختلفة تماما، إذ نشهد اليوم تقييدا لحرية التعبير، بما في ذلك في المجال الرقمي ووسم أي شخص يعبر عن موقف مختلف بالخيانة، إضافة إلى الحملات المعلوماتية القائمة على البروباغاندا، ونشر الأخبار الزائفة.
وأضافت: "المفارقة نفسها نشهدها في مجال حقوق الإنسان، الذي اكتسب طابعا مقدسا من جهة، فيما حياة الإنسان باتت في معزل عن حقوق الإنسان".
وشددت زاخاروفا موضحة على أن" كل شخص في الولايات المتحدة له حق في التعبير عن موقفه، أو، ميوله الجنسية مثلا، أي له حرية التصرف، لكن واشنطن تتصرف بحياته كما تشاء، والشيء الأهم أن هذا النهج يطبّق ليس فقط على المواطنين الأمريكيين، بل وعلى الأجانب، وخير دليل ما شاهدناه في العراق، حيث سقط مئات الآلاف ضحايا للسياسة الأمريكية، وهم من المدنيين المسالمين الذين تؤكد واشنطن اهتمامها البالغ بهم وتدافع عن حقوقهم في مناطق أخرى".
وتابعت: "ومثال آخر ما يحصل للصحفيين ولحرية الصحافة الرسمية أو غير الرسمية على حد سواء، وسبق أن كان هذا الموضوع بمثابة "البقرة المقدسة" في الولايات المتحدة. والموضوع متعلق أيضا بحماية حقوق الإنسان، لأن الصحفيين يخاطرون بحياتهم في كثير من الحالات من أجل الوصول إلى معلومات".
وأردفت بالقول: "ومثال جيد على ذلك ما حدث للصحفي الذي كان يعمل لصالح وسائل إعلام أمريكية (في إشارة إلى الصحفي السعودي جمال خاشقجي) والذي مزقوه، وقطعوا أوصاله، وأمريكا ساكتة".
وختمت بالقول: "كل هذه المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة مصابة بأزمة نظام تتطور أمام أعيننا.. والمشكلة تكمن في أن ما يحدث داخل الولايات المتحدة وأزمتها الشاملة يؤثر على الأوضاع في العالم بأسره، أي على الاستقرار والأمن العالميين".
المصدر: RT