وفي مقابلة مع صحيفة "كومرسانت" الروسية، نشرت في عددها الصادر الثلاثاء، أعرب ريابكوف عن قناعته بأن الولايات المتحدة تنوي إلغاء معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بغض النظر عن مواقف وتصرفات روسيا أو دول ثالثة ليست أطرافا في المعاهدة. أما إعلان واشنطن "تجميد" تنفيذها التزاماتها بموجبها لمدة شهرين، فتلك "ألعاب سياسية مع الرأي العام وحلفائها المحوريين في الناتو، الذين أقنعوا واشنطن، على ما يبدو، بكسب هذه المهلة".
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستكرّس هذه الفترة لإجراء استعدادات عسكرية وتقنية معينة، و للإساءة لسمعة روسيا لدى جزء من المجتمع الدولي.
وذكر ريابكوف أن واشنطن أعلنت قرارها الانسحاب من المعاهدة في أكتوبر الماضي، فيما أكد كبار المسؤولين الأمريكيين لموسكو لاحقا أنه قرار نهائي وليس دعوة للحوار.
ولفت نائب وزير الخارجية، المسؤول عن ملف الرقابة على الأسلحة، إلى أن الجانب الأمريكي لم يخفِ أن سبب قراره هذا لا يعود إلى المشكلات العالقة بين الولايات المتحدة وروسيا، بقدر ما تكمن وراءه رغبة واشنطن في التخلص من تقييدات عدة لا تناسبها، على اعتبار أن المعاهدة تقيد إمكانياتها في التأثير على دول تملك ترسانات من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى وتمثل تهديدا للمصالح الأمريكية، ألا وهي الصين وإيران وكوريا الشمالية.
وفي 20 أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن بلاده ستنسحب من المعاهدة التي وقعت عليها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987، متهما روسيا بانتهاكها. ووصفت الخارجية الروسية آنذاك هذا القرار بالخطوة الخطيرة، كما لقيت المبادرة الأمريكية انتقادات من قبل كل من ألمانيا والصين.
من جهتها، أعربت بريطانيا عن دعمها لقرار ترامب، أما الناتو فحمل روسيا المسؤولية عنه.
ويوم 4 ديسمبر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في أعقاب لقاء وزراء خارجية الناتو في بروكسل، أن واشنطن ستتوقف عن تنفيذ التزاماتها بموجب المعاهدة إذا "لم تعد" روسيا إلى التزاماتها قبل انقضاء شهرين.
وفي اليوم التالي، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الجانب الأمريكي لم يقدم أي أدلة على انتهاك المعاهدة من قبل موسكو. وشدد على أن روسيا ضد تدمير المعاهدة، لكنها ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات جوابية مناسبة في حال انسحاب واشنطن منها.
المصدر: تاس