خطورة احتمال تكرار حادث فتية كهف تايلاند وسط روسيا، كانت تكمن في أن المشرفين على تسيير رحلة الكشافة، لم يبلغوا مديرية الطوارئ برحلتهم، ولم يأخذوا منها الأجهزة اللازمة التي يمكن بواسطتها تحديد موقعهم، إذا تعرضوا لمكروه خلال الرحلة.
فخلال طريق عودة الكشافة من رحلتهم عبر غابة كثيفة ومنطقة تأسر بجمال طبيعتها وتنوع تضاريسها، ضربت المنطقة عاصفة مطرية شكلت سيولا جارفة في غضون دقائق.
وحاول المدربان الاتصال بالطوارئ بلا جدوى، نظرا لانعدام الاتصالات في المنطقة لبعدها عن محطات التغطية وبقيا والكشافة في حيرة من أمرهم لعدة ساعات تحت المطر وفي منطقة خطرة.
ومع حلول الظلام أدرك المدربان، أن الوضع في غاية الخطورة، وقررا المجازفة ومحاولة الوصول إلى نقطة يمكن الاتصال منها بالطوارئ.
وبعد مسير لبضعة كيلومترات، بعيدا عن الفتية الذين لازموا مكانهم حتى عودة المدربين والطوارئ لإنقاذهم، تمكن المدربان من بلوغ منطقة يغطيها الاتصال، ومهاتفة الطوارئ التي استطاعت فرقها تحديد مكانهما والوصول إليهما والكشافة.
رجال الطوارئ، ولبلوغ مكان الكشافة، اضطروا للطواف على متن زوارق مطاطية بعكس التيار في مياه نهر هائج لمسافة 15 كم.
عملية الإنقاذ استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، وتمكن رجال الإنقاذ من نقل الفتية على دفعات إلى الضفة الأخرى من النهر الذي فصلهم عن العودة، وأوصلوهم إلى بيوتهم سالمين، خلافا للمدربين اللذين استدعتهما النيابة العامة للتحقيق.
المصدر: kp.ru